قبيل غروب شمس أمس (الخميس)، وصلنا على جهاز الفاكس بيانٌ لطيفٌ جداً، لأحد النواب، أبدى فيه استغرابه من تصريحات نائب زميل، أعرب فيها للصحافة أمس الأول عن استعداده لتبني ملف موظفي مطبخ السلمانية، باعتباره هو أول من تبنى موضوع المطبخ «من أوله إلى يومنا هذا»! وعلّق على زميله ساخراً: «أتوقع انه لم يتابع الساحة منذ زمن، وإلاّ لما كان ليتكلم في موضوع لم تتبناه الكتل في المجلس عندما علمت ان زميل لهم قد تبنى هذا المشروع وهو أنا». وأوضح النائب (الأنا) ان له اتصالات مع الموظفين والمسئولين على أرفع المستويات في الوزارة «منذ أول يوم في المشكلة، والجميع يعلم ذلك»!

وأضاف النائب: «واليوم يأتي (فلان) ويقول انه سيتبنى ملف المطبخ، وأقول له صح النوم». ولكن يبدو انه شعر بالذنب على هذه العبارة الجارحة التي لا تليق بالنواب المحترمين، فاستدرك سريعاً خطأه بالقول: «لكن نحن نرحب بتأييدكم لهذا الموضوع الذي تبنيته من البداية، ودعمكم أنتم وبقية الاخوان النواب سيسهم كثير في تحقيق المطلوب».

البشارة التي حملها النائب ان وزيرة الصحة متعاونة جداً معه من أجل إيجاد حلول لهذه المشكلة العويصة، وانها وعدت بإنهاء أي خلاف إداري. وتأكيداً على أسبقيته في تبني هذا الملف الخطير، قال النائب انه نشر في الصحافة انه سيتقدم بسؤال نيابي عن مشكلة المطبخ من الناحية الإدارية ومستوى النظافة والطاقم العامل به... إلخ.

في آخر بيانه، وجّه نصيحةً لزميله بقوله: «كان من الواجب عليه أن يقوم بالتريّث وعدم إحراج نفسه بالتدخل لتبني مواضيع قد سبقه وأثاره النواب من قبله»، مضيفاً «بأن هناك الكثير من القضايا العامة التي تهم الشارع البحريني في انتظار من يثيرها».

النائب الذي رفض تدخل زميله في اقتراحه، قام عمداً بالتدخل في تحريف اسم زميله، الذي اختاره له أبواه منذ ولادته، وهو مسجلٌ في جوازه وفي كل الوثائق الرسمية، ولا ندري هل يوجد أي بند من القانون أو الدستور أو اللائحة الداخلية لمجلس النواب، يبيح لنائب تحريف اسم زميله من دون رضاه؟

عموماً... المجلس لم يبق منه غير شهور معدودة جداً، واليوم يومُ جمعةٍ والدعاء فيه أقرب للاستجابة، فادعو معي أن يوفق الله النواب في إثارة المزيد والمزيد من مثل هذه القضايا الاستراتيجية التي تؤرق المواطنين في الليل والنهار، وعدم «الانشغال» بإثارة أية قضايا تافهة وهامشية. آمين رب العالمين