زعم الجيش الأميركي أن قدرات تنظيم «القاعدة» في العراق ضعيفة وأنه لا يمتلك استراتيجية عسكرية، وذلك وفق النتائج التي أظهرها تحليل لوثائق وأشرطة فيديو عثر عليها أخيرا. ولكن المهم في الأمر أن الجيش الأميركي أقر بأن عمليات «القاعدة» تنصب فقط على إعاقة الجهود الرامية لتحقيق الرفاهية والأمن في العراق. وكما يقول المثل الشعبي: «أبو سن واحدة يضحك على أبو سنين»، فقد تناسى الجيش الأميركي أنه عندما قام بغزو العراق لم تكن لديه خطة استراتيجية للوضع عقب الاحتلال. ولذلك كان هناك تخبط كبير حدث عندما أخذ الحاكم المدني الأميركي بول بريمر يطبق خططاً عسكرية عشوائية ومنها حل الجيش العراقي السابق، وقبل تلك الخطوة التغاضي عن أعمال السطو والنهب للكنوز والآثار العراقية ثم استبعاد كل من هب ودب في حزب البعث من العملية السياسية. قادت هذه الاستراتيجية إلى دخول العراق في النفق المظلم الذي نراه الآن. وبالعودة إلى وثيقة «القاعدة»، كيف يستنتج أن التنظيم الإرهابي لا يملك خططاً عسكرية فقط لأن أشرطته لا تتضمن شيئا مكتوبا منها. وما هو واضح على الأرض يدل على وجود خطط وان كانت شفوية أو عشوائية تتمثل في تنفيذ هجمات إرهابية بطريقة «اضرب واهرب» و«استهدف ما شئت» سواء مدنيين أو عسكريين. هذه الخطط التي لم تكن مدوّنة أثبتت ضعف القوى الأمنية العراقية والأميركية بدليل الهجمات الإرهابية التي تقع يوميا.
ولماذا الإقرار بجميع أوجه الضعف في التنظيم الإرهابي بناء على وثائق مهملة؟. صحيح أن «القاعدة» فقد شعبيته داخل العراق ولكن يبدو أنه ليس له مشكلات في الحصول على مجندين جدد من خارج العراق ممن يحرصون على مقارعة القوات الأميركية وإلا لما توقع قائد التنظيم إعلان إمارة إسلامية خلال ثلاثة أشهر. وما خلص إليه الجيش الأميركي من الوثيقة يندرج ضمن المعركة الإعلامية الطويلة لكسب الرأي العام بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية من جهة، والإرهابيين من جهة أخرى. فالاستنتاجات ربما تكون مسألة عزل لهذه المجموعة المسلحة ودق إسفين فيما بينها وبين العراقيين وإن كانت لا تعكس الواقع الذي نراه يومياً
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1344 - الخميس 11 مايو 2006م الموافق 12 ربيع الثاني 1427هـ