الموضوع هو النقود (القوازي) الخاصة بموظفين يعملون في إحدى الشركات الخاصة... الشركة المصدرة لأموال الموظفين هي DHL الموجودة في البحرين... الجهة المستقبلة للأموال هي التأمينات الاجتماعية... يعني بصريح العبارة نحن نتكلم عن أموال الموظفين في هذه الشركة والتي أرسلت إلى التأمينات الاجتماعية، ثم وفي منتصف الطريق فقدت... كيف فقدت؟ الله سبحانه وتعالى هو وحده العالم.
لنبدأ القصة من البداية... كان ياما كان، وفي حديث الزمان، ومن مدة شهر أو اثنان، عدد من الموظفين الذين وصل خبرهم إلى سلمان، وهو أحب أن يوصله إلى كل فهمان... الخبر الأكيد أن إحدى الموظفات في شركة DHL احيلت حديثاً على التقاعد، وبعد أن أنهت جميع أوراقها مع الشركة ذهبت إلى التأمينات الاجتماعية لتسلم مستحقاتها، وبعد الحسبة الكلكليترية لاحظت بأن مستحقاتها ناقصة أموال كثيرة.
الموظفة المتقاعدة من شركة الشحن العالمية راجعت المسئولين في التأمينات الاجتماعية، وأخبرتهم عن النقص الحاصل في مستحقاتها، وأشارت عليهم بحسبتها الكلكليترية فألقى عليها المسئولون بالقنبلة الذرية... أخبرها مسئول التأمينات بأن حسبتها لحقوقها ستكون صحيحة لو أن الحساب كان إلى يوم التقاعد، ولكن المبلغ الذي ستستلمه محسوب فقط لغاية بداية العام 2003 أما بعده فهي ليس لها شيء عندهم... كيف تحسبون اشتراكي لغاية 2003 وأنا متقاعدة في 2006 أخبروني كيف؟.
الجواب القنبلة الذي ألقي عليها من الموظف المسئول عن الحسبة هو أنهم في التأمينات الاجتماعية لم يتلقوا اشتراكات جميع الموظفين في DHL منذ العام 2003... طبعاً الموظفة الغلبانة صعقت، ومن ثم دمرت، وذهبت وأخبرت جميع زملائها الموظفين معها في نفس الشركة حتى لا يصيبهم ما أصابها ويتلاحقون أعمارهم من الآن... الموظفون الغضبانون توجهوا إلى المسئولين في شركة الشحن التي يعملون بها، وأخبروهم بما تقوله التأمينات الاجتماعية... لكن شركتهم كذبت الخبر وقالت بأنها قد دفعت.
توجه القسم الكبير من موظفي DHL إلى التأمينات الاجتماعية ليقدموا استفساراتهم بشأن صحة ما نقلته لهم زميلتهم المتقاعدة من العمل... المسئولون في التأمينات أخبروهم بصحة ما نقلته لهم زميلتهم، وبأنهم في التأمينات لم يتسلموا أية اشتراكات لجميع الموظفين في شركة الشحن المذكورة أعلاه منذ العام 2003 م. وعلى الموظفين الغاضبين أن يتصرفوا ويراجعوا شركتهم حتى تدفع اشتراكاتهم.
عاد الموظفون المحطمون، وهم من العرق يتصببون، «زعلانون» على شركتهم وحمسانون، وكف بكف يضربون، يتشاورن ويتباحثون، وبمصيرهم ماذا هم فاعلون؟... توجه الموظفون إلى المسئولين بشركتهم DHL ليخبروهم بما قالته لهم التأمينات الاجتماعية، وليطلبوا منهم سرعة إرسال المستحقات التأمينية لجميع الموظفين ولمدة ثلاثة أعوام متتالية، والتي هي أموال اقتطعت من رواتب الموظفين أنفسهم وليست عطايا أو هبات تتفضل فيها الشركة عليهم... ولكن رد المسئولين في الشركة كان غير مشجع، إذ قالوا بأن التأمينات الاجتماعية ما عندهم سالفة ونحن نرسل الاشتراكات كل شهر بشهره، وأكيد الموظف الذي أخبركم هو لا يعلم شيئاً، ولكن أموالكم موجودة لديهم...
المسئولون في شركة الشحن يقولون لموظفيهم الغضبانين لا تصدقوا التأمينات فأموالكم موجودة لديهم، هبوا يا رجال وإذ هبوا لهم ولا تجعلوهم يبلعون مستحقاتكم فتكونوا من الخاسرين... والمسئولون في التأمينات الاجتماعية يقولون لموظفي الـ DHL الزعلانين لا تصدقوا كلام مسئوليكم فإن مبالغ اشتراكاتكم والتي اقتطعت من رواتبكم هي موجودة في خزائن شركتكم ولم ترسل إلينا بتاتا بتوتاً، عودوا إليهم يا نشاما ولا تجعلوهم يهربون بأموالكم فتكونوا من النادمين... والموظفون حالياً «حيرانون».
الموظفون المساكين هم حالياً متورطون... وباللغة الفصحى متوهقون... هم بين حانا ومانا... حانا هي التأمينات الاجتماعية التي من المفترض أن تكون راعية لحقوقهم التقاعدية ومحافظة عليها، ومانا هي شركة DHL التي يعملون بها بكل جد وإخلاص... جالسون ويندبون ويقولون بين حانا ومانا صرنا نلطم «خدانا».
في الواقع هذه مأساة يتعرض لها عدد لا يستهان به من الموظفين البحرينيين في بلادهم... بلاد الأمن والأمان... وأنا بدوري استغربت من هذا الموضوع الشائك وتعجبت، أنا اتسأل وأجيب أكيد هناك شيء مفقود في هذه الحلقة المفرغة... كيف تكون هناك شركة شحن كبيرة ولا ترسل اشتراكات موظفيها للتأمينات الاجتماعية ولمدة ثلاث سنوات من دون أن ينتبه لها الموظفون المسئولون في التأمينات؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1343 - الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ