في حدث مفاجئ أثار عجب المشاهدين والمستمعين، أعلنت إيران في خطوة غير مسبوقة عن رسالة بعثت بها إلى الرئيس الأميركي جورج بوش تدعوه للعودة إلى التعاليم الدينية في معالجة وإيجاد حلول لمشكلات العالم.

الرسالة التي كتبها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ووافق عليها المرشد الأعلى آية الله السيد علي خامنئي سلمت عبر السفارة السويسرية في طهران - القناة الدبلوماسية الوحيدة المخولة لإجراء اتصالات مع أميركا - لغرض تسليمها إلى بوش.

إيران من جهتها اعتبرت خطوتها صحيحة فيما رفضت واشنطن من جانبها الرد خطيا أو رسميا على تلك الرسالة التي تأتي في وقت يواجه الملف النووي الإيراني جدلا بين الأطراف الغربية بين طرف مؤيد لاستخدام القوة كأميركا على رأس القائمة وبريطانيا وفرنسا وبين طرف معارض هما الصين وروسيا. كما تأتي الرسالة في أعقاب الأنباء التي تحدثت عن مساعى بين البلدين لإجراء مفاوضات مباشرة للتباحث بأمر الملف العراقي، وبذلك تكون الرسالة ومساعي إجراء المفاوضات أولى الخطوات الدبلوماسية التي تمهد إلى حد التطبيع منذ قطع العلاقات في العام 1979. كما جاءت الرسالة إلى بوش قبل ساعات من انطلاق اجتماع خارجية دول الفيتو الخمس في مجلس الأمن وألمانيا في نيويورك لأجل التوصل لاستراتيجية موحدة الغرض منها كبح جماح طهران النووي لكن جميع تلك التحركات باءت بالفشل نظرا لكون الأطراف المفاوضة مصرة على مواقفها السابقة الذكر، وتأتي في وقت بعثت إيران رسائل تطمئن بها دول الجوار وآخرها زيارة وزيرة الخارجية الإيراني منوجهر متقي إلى البحرين في إطار آخر الجهود التي تبذلها لبث روح الطمأنينة لدى دول الخليج العربي من البرنامج النووي السلمي.

إيران هي حلقة الربط بين جميع تلك الظروف وهي المستهدفة من حمى التحركات الدولية من جهة والإقليمية من جهة أخرى، وعلى رغم ذلك مازالت تبعث اشارات مرنة في التعاطي مع ملفها على رغم جمود الأطراف الأخرى وخصوصا أميركا التي مافتئت تهدأ حتى تشعل من جديد حميم بركانها والتلويح بخيار القوة العسكرية في التعاطي مع الملف الذي إن أقدمت على ذلك الحل ستحل عليها كارثة ليست من اليسير محوها من عقلية الشارع الأميركي، وستبقى تلك الخطوة وصمة عار على جبينها على غرار ما أسفرت عنه حرب فيتنام وإسقاط حكومات سبقت بوش على كرسي الرئاسة