تناقلت الصحف العربية والأجنبية باهتمام بالغ نبأ تقديم استقالة وزير الإعلام الكويتي أنس الرشيد كونها تعد سابقة لوزير خليجي يقدم استقالته بالصورة التي أقدم عليها الرشيد، مسجلاً بذلك موقفا مشرفا وتاريخيا احتجاجاً على تعديل دستور بلاده الذي اعتبره أحد الثوابت الكويتية، إذ وجد هذا التعديل، أنه قد يكون بابا لتعديلات أخرى مقبلة.
بل وان تصريحات الرشيد التي أدلى بها إلى صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية عن الصحافة ووزارة الإعلام فانه «أكد مسعاه من خلال منصبه الذي تولاه العام الماضي قد جاء ضمن هدف التوجه الحكومي التدريجي لإلغاء وزارة الاعلام، بالإضافة إلى إعطاء حرية أكبر من دون قيود لصحافيي الكويت رغم استقلالية الصحف».
التصريح ذاته جاء في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية التي أشارت هي الأخرى إلى أن الرشيد «يساند فكرة إلغاء وزارته ولتكتفي الدولة بتلفزيونها وإذاعتها بلا وزارة تدير شؤونها».
مثل هذا الكلام... وهذه العقلية التي صرح بها الرشيد الذي هو أساسا أكاديمي في مجال الإعلام، جاء وقعها كبيراً على أهل الصحافة والإعلام في منطقتنا ولاسيما البحرين، التي في كل مرحلة ينصب لها وزراء، بعضهم يشبه بـ «الرجل المريض» على غرار ما كانت أوروبا تشبه به تركيا إبان الحكم العثماني الذي كان ضد التنوير والتعلم والانفتاح الذي غمر العالم آنذاك، حين كان العثمانيون يرفضون التطور لكل شكل من الأشكال، لانه كان يهدد موقعهم ومصلحتهم.
هذا ما نلمسه فعلاً مع حال ورارة الاعلام وبعض وزرائنا الأفاضل الذين لن يتجرأ أحدهم أن يخطو كما خطا الرشيد الذي وجد التعديل بداية للعبث بدستور الكويت. ليس هذا فقط، بل في كل زمن يأتي وزير بحقيبته الخاصة في فن تعليم الصحافيين للكتابة (لا للنقد... نعم للبهرجة)، أي تعليمنا نحن - الصحافيين - كيف ننثر المكياج على أخبارنا وفي أعمدتنا حتى يصفق لها كل وزير ونحصد من وراء ذلك المكاسب بنسب مختلفة؟!
يبدو أن إلغاء وزارة الإعلام يبقى حلما يدغدغ خيالنا، ولا ندري هل يتعلم وزراؤنا من أنس الرشيد...؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1343 - الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ