أكد الشيخ عيسى قاسم أن «التباعد الكبير في الرؤى بين الأطراف المختلفة على قضايا محددة والمزاجية الحادة لا يصنعان عملاً»، مضيفاً أنه «ينبغي على المرأة التي تود العمل في المجال التطوعي وتحديداً الإسلامي الالتزام بشروط تعتبر في غاية من الأهمية، موضحاً أنها «يجب أن تتميز بالصبر والتواضع وأن تمتلك الإرادة للاستفادة من خبرات الآخرين، إضافة إلى أن تمتلك شخصية ناطقة بالإيمان»، منوهاً إلى أنه «لابد من مشاركتها في فعاليات مختلفة إذا ما أرادت تثبيت الإيمان في نفوس أكبر عدد من أفراد المجتمع».
وأوضح قاسم أن «الفكرة المراد نشرها لا تعتمد فقط على الجماهير بل إضافة إلى ذلك تعتمد على قناعة الفرد بها قبل نشرها»، مضيفاً أنه «في حال تبليغ 100 امرأة رسالتها الايمانية لأفراد أسرتها وبثت فيها القيم فإنها ستقدم نموذجاً إسلامياً داخل بيتها»، مؤكداً أنه بذلك «وجب عليها أن تعطي جزءا من نشاطها إلى المجتمع الخارجي»، منوها إلى أن «المرأة إذا أصبحت أمام خيارين، تمثلا في أسرتها والمجتمع فلابد لها أن تبدأ بأسرتها». وأوضح قاسم أن «علاقة المرأة الداعية إلى الإيمان والالتزام بالمجتمع تشمل علاقتها بزميلاتها العاملات في المجال نفسه وبالمجتمع في الوقت نفسه الذي يتبين ذلك من خلال عملها اليومي».
وأشار قاسم إلى ضرورة «وجود كوادر خاصة وكوادر عامة لإيصال أي رسالة»، موضحاً أن «الكوادر الخاصة تمثل الصف الأول في تحمل مهمات الرسالة، وذلك لأنه يشمل الصفوة»، مضيفاً أن «الرسالة لابد أن تعتمد على الروحية التي تتوجه مباشرة إلى الخالق عز وجل، كما تعتمد على إرادة المرأة في تقديمها قبل أن تتمنى الحصول على المقابل من الأموال، حتى وإن كانت تلك الأموال ستحفزها للمشاركة في العمل التطوعي».
وأضاف قاسم أن «الهدف إذا ما كان سامياً فإنه سيكلل بالنجاح»، مشيراً إلى وجود خطورة إذا ما ارتبط العمل بأجر دنيوي أو جاء من أجل الحصول على مقابل»، عازياً ذلك إلى أنه سيحمل في طياته أهدافاً وضيعة»، مؤكداً «إذا ما أراد أي منا تبليغ رسالة ما لابد أن يسير على خطى أهل البيت (ع)، إضافة إلى أننا يجب ألا ننتظر الثناء الدنيوي»، مشيراً إلى أنه «سيأتي من عند الله عز وجل، إذ إنه أكبر وأعظم أنواع الثناء».
كما أوضح قاسم أن «الحياة تستقيم إذا ما كان هدف الإنسان كلياً وليس جزئياً»، موضحاً أن «الهدف الجزئي هو الذي يرتبط بالدنيا فقط»، مشيراً إلى أن «الإنسان إذا ما ارتبط بخط الخالق عز وجل الذي هو نفسه خط أئمة أهل البيت (ع)، فإن الله سبحانه وتعالى سيكون خير معين له ولنجاحه، وخصوصاً أن النجاح مرتبط بتلك العلاقة».
كما أشار قاسم إلى أن «الدعائم التي ارتكز عليها الدين الإسلامي تمثلت في أخلاق الرسول محمد (ص) ومال خديجة بنت خويلد، إضافة إلى سيف الإمام علي بن أبي طالب (ع)، التي تمثلت جميعها في الفضائل والمال والقوة، مجتمعة، للمساهمة في نشر الدعوة الإسلامية»، مؤكداً «ضرورة الالتزام بها إذا ما أرادت المرأة نشر فكرة ما»
العدد 1343 - الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ