العدد 1342 - الثلثاء 09 مايو 2006م الموافق 10 ربيع الثاني 1427هـ

انصف صديقي يا وزير التربية

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

عندي أخ عزيز ولكن أمي لم تنجبه... هو أخي وصديقي المخلص الذي يقف معي في السراء والضراء... تعرفت عليه منذ 35 عاما، درسنا وتدربنا مع بعض في أسوأ الظروف وتعدينا أصعب المراحل ، تخرجنا وعملنا مع بعض، سافرنا مع بعض، أكلنا في الطبق نفسه وشربنا من الكأس نفسها وتعلمنا وذاكرنا في الكتاب نفسه... هو أخ عزيز وقف معي وساندني سابقاً، وهو الصديق المخلص الذي دائماً ما أجده وقت الضيق... أتمنى من الله أن يكون لجميع القراء الأعزاء صديق مثله، حتى يعرفوا النوعية الأصلية لرجال البحرين الكرام...

صديقي كان دائماً من المتفوقين في الدراسة، وفي كل امتحان يكون هو الأول... عنده ذكاء فطري، وعنده الإخلاص والإجتهاد... وبما أن الجينات تورث فقد ورث أبناؤه عنه هذا الذكاء الفطري العجيب والإخلاص والإجتهاد في الدراسة، وأصبحوا يتفوقون في مدارسهم ويحصلون على أكبر الدرجات، ثم يتسابقون في التفوق على بعضهم بعضا في الدراسات الجامعية...

صديقي لديه ابن متخرج من جامعة «إسترير» الموجودة في عاصمة الولايات المتحدة الأميركية (واشنطن) وحاصل على شهادة امتياز مع مرتبة الشرف في إدارة الأعمال... التخرج كان في السنة الماضية، وعلى هذا الأساس كان الترتيب المسبق من وزارة التربية والتعليم لهذا الابن أن يتم تكريمه من قبل رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في عيد العلم الذي كان مرتباً له أن يكون في شهر ديسمبر/كانون الاول من العام الماضي...

عندما تم تأجيل الاحتفال بعيد العلم، ونقل التاريخ من شهر إلى شهر آخر، ومن سنة إلى سنة أخرى، استمر اسم ابن صديقي موجوداً للتكريم واستمر معه وجود الكرسي الذي سيجلس عليه في الاحتفال... التكريم موجود، وراعي التكريم موجود، ولكن المكرم غير موجود... السبب أن ابن صديقي كان موجودا في الولايات المتحدة لمواصلة دراسته ونيل شهادة الماجستير...

الوالدان دائماً مايكونان أول الفرحين بتفوق أبنائهما في جميع المجالات... الآباء والأمهات يحسون بأن تفوق الأبناء يعني بأنهم قد أدوا رسالتهم كاملة في حق العائلة والمجتمع والدولة، ويعرفون من بعدها بأن التربية الممتازة التي وفروها لأبنائهم أتت بثمارها الممتازة في إيجاد المواطنين الصالحين... وعندما يكرم الابن من قبل المسئولين في الدولة فهذا يعني تكريم الوالدين أيضاً...

صديقي عمل على هذه النظرية نفسها التي تقول إن تكريم الابن هو تكريم مبطن للأب... وبما أن ابنه كان يستحق التكريم، وبما أنه كان موجوداً في التاريخ المفترض السابق، وبما أن أوراقه وكرسيه موجودون ، وبما أن اسمه كان مدرجاً في الكشوفات، وبما أن الابن غير موجود في البلاد في يوم التكريم... إذاً ما المانع في أن يكون والده الذي أنجبه ورباه وعلمه مكرماً مصافحاً لراعي الحفل بدله؟... أنا أريد من وزير التربية والتعليم أن يرد على سؤالي هذا... ما المانع ، ولماذا نمنع الفرحة عن الأب المخلص ولانذكر اسم ابنه المجتهد؟...

أنا وصديقي والوزير كنا نعمل في جهة واحدة... صديقي أصبح الآن صاحب مركز كبير جداً في جهة عمله، وعندما علم بأن اسم ابنه سيسحب من جدول التكريم فقط لأنه غير موجود في البحرين في يوم التكريم زعل، هو زعل وأراد أن يتكلم مع الوزير الذي كان صاحب الأمس وزميل العمل... أجرى المكالمة والمكالمتين والثلاث ولكن الوزير لم يكلمه لأنه دائماً غير موجود، مع أن مطالباته كانت طبيعية وهي السلام وتسلم الشهادة نيابة عن ابنه الغائب...

المشكلة الرئيسية في تنظيم حفل عيد العلم لهذا العام هي أن اليوم الذي كانت ستقام فيه الاحتفالات تغير، وتم استبداله بيوم آخر، والفرق بينهما شهور طويلة وليست أياماً... تنظيم الحفل كان من مسئولية موظف كبير في الوزارة ولكن في الوقت الفاصل بين الموعد الأول والموعد الثاني تمت إحالته على التقاعد... وزير التربية والتعليم لم يكن يريد أن ينقل مسئولية التنظيم إلى شخص آخر فأخبر هذا الموظف أن يواصل عمله بعد التقاعد...

يوم أمس كان الحفل الكبير... فرح فيه من فرح، ولكن صديقي وأخي لم يهنأ ولم يفرح... وأنا أريد من الوزير أن يجعله يفرح..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1342 - الثلثاء 09 مايو 2006م الموافق 10 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً