شيء أساسي هو التأكيد المرة تلو المرة على أن العصابات الصهيونية اغتصبت أرض فلسطين. تلك حقيقة وواقع نراه يومياً رؤيا العين. بعد تقرير تلك الحقيقة والتأمل في ذلك الواقع؛ من الممكن النقاش بشأن آليات استرجاع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي.
هكذا يكون الهدف واضحا جليا؛ أرض مغتصبة بالقوة وتم تهجير أهلها بتواطؤ دولي بريطاني وفرنسي وأميركي، فالأولى بوعد بلفور المشئوم والثانية بحرب 56، إضافة إلى بناء المفاعل النووي الصهيوني في النقب (أي القوة التي يتمتع بها الكيان الغاصب والتي حسم ميزان القوة العسكرية مع العرب لصالحه) وأما ثالثة الأثافي (أميركا) فإنها الطيعة الخدوم للصهاينة والممول الأساسي للسلاح التقليدي اليومي الذي يقتل به أهلنا في فلسطين.
علينا معرفة أن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو أمر جهد الأميركان من أجله يفوق الصهاينة أنفسهم، وعليه يفترض في العرب أن يديروا ظهورهم للأميركان ويتجهوا ناحية الشرق، وخيراً فعلت المملكة العربية السعودية واتجهت للصين وروسيا... كقوى لها حساب في معادلة قوى المجتمع الدولي ومجلس الأمن. كما وانه من الممكن الاستدارة ناحية دول النمور الآسيوية لتكملة مجموعة الاحتياجات الأساسية للمملكة، كما لا يفوتنا هنا تقوية الشرعية الشعبية للأنظمة العربية إن هي أدارت ظهرها للأميركان والغرب الداعم للصهاينة. وبعد ذلك؛ فإن جميع الضغوط الأميركية من أجل الاستسلام المذل أو التطبيع مع الكيان الصهيوني كلها سوف تذهب جفاء طالما استدارت الدول العربية ناحية الصين وروسيا والدول الآسيوية.
حينما يدور النقاش عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعلى الأخص تطبيع دول الخليج والجزيرة العربية يطرح البعض السؤال الآتي: ماذا يهمنا في عملية التطبيع؟ أي دع العملية تسير، وذلك في غفلة تامة عما يحيكه الصهاينة لنا من مشروعات ومؤامرات آتية على رؤوسنا أشد من تلك الطامة الدبلوماسية التي هبطت بمروحية أميركية على البحرينيين! وفي الإجابة على التساؤل السابق سأستقي من كلمة أول مؤتمر شعبي لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني سنة 2000، إذ جاء فيها: إن العرب لو أنهوا مقاطعتهم ومضوا في عملية التطبيع سوف يساعد ذلك الصهاينة على حل الكثير من مشكلاتهم الاستراتيجية والتوسع في الوطن العربي والوصول إلينا هنا في الخليج والجزيرة العربية خصوصا أن مراكز أبحاث جامعاتهم بدأت تتقصى تواجدات اليهود التاريخية في الجزيرة العربية (وعلى ذلك لم يكن السؤال الموجه للسفير البحريني بأميركا في اجتماعه مع «إيباك» عن عدد اليهود في البحرين ساذجاً، بل كان مدبراً ويذهب أبعد مما يعتقد به السفير أو تتصوره الخارجية البحرينية) ويعدون من الآن مطالبات بالتعويض عن أراضيهم في الجزيرة العربية.
إن رفع المقاطعة والتطبيع سيؤديان إلى حل شامل للمشكلات السبع التي يعاني منها الاقتصاد الاسرائيلي وستنعكس سلباً بلاشك على أوضاعنا الاقتصادية في الوطن العربي وخصوصا في الخليج والجزيرة العربية. المشكلات السبع التي يعاني منها الاقتصاد الاسرائيلي قد نوردها في مقال قادم بإذن الله
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1342 - الثلثاء 09 مايو 2006م الموافق 10 ربيع الثاني 1427هـ