سيسجل معهد البحرين للتنمية السياسية أول إنجازاته يوم الجمعة المقبل (12 مايو/ أيار) عندما يغادر البحرين خبير المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي فوزي جوليد مع عائلته. فبعد أن سحب معهد التنمية جواز سفر الاخ فوزي جوليد (منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) عومل كأنه مجرم بحيث وقف قبل ثلاثة أيام في طابور في إدارة الجوازات لكي يتم ابلاغه بأن بقاءه مخالف لقوانين البحرين وان عليه أن يأتي بتذكرة سفر دليلاً على استعداده لمغادرة البلاد.
وفي يوم الاثنين الماضي تدخلت أطراف عدة لكي يسمح لابن جوليد (البالغ من العمر 14 سنة) بأن يكمل دراسته في مدرسة النسيم الدولية ولكي لا يخسر سنته الدراسية، وبعد جهد جهيد فسح له المجال بالبقاء حتى نهاية يونيو/ حزيران المقبل. ولكون الإهانة وصلت إلى الأعماق، فقد قررت العائلة الخروج بكرامتها من البحرين تحاشياً لمزيد من الإهانات على يد معهد التنمية السياسية أو السلطات الأخرى المشتركة في عملية الطرد.
هذا هو معهد التنمية يصادر جواز سفر جوليد منذ نهاية العام الماضي، ومن ثم ومن دون مقدمات، تتصل به إدارة الجوازات، ويذهب هناك ليجد نفسه ضمن طابور من الأجانب المخالفين لقانون التأشيرات والبقاء في البحرين، وبعد ثلاث ساعات يجد نفسه أمام موظف أمن يخبره بأن عليه الرحيل في أسرع وقت ممكن لأنه مخالف للقانون.
«مخالف للقانون»... هكذا إذاً هي البحرين، وهذه هي الطريقة التي تتعامل بها مع مؤسسة حصلت على رخصة البقاء بأمر من الديوان الملكي في العام 2002 حتى نهاية 2005، وإذا بكل شيء أصبح «مخالفاً للقانون»... هذه هي إذاً أساليب التعامل والضمانات التي تمنح وتسحب في الوقت ذاته بحسب رغبة ومزاج المسئول الذي يتسلم رقبة ومصير شخص ما أو جهة ما، وربما شعب بأكمله مستقبلاً لاسمح الله...
إذا كان فوزي جوليد مخالفاً للقانون، فأعتقد أن جميع الناس معرضون لأن يتهموا بأنهم مخالفون للقانون في أية لحظة شاءت إحدى السلطات ان تقول ذلك، لان البحرين ربما تكون من أكثر الدول المملوءة بالقوانين التي كتبت في أجواء الطوارئ سابقاً وهذه بامكانها ان ترسل اي شخص الى السجن أو المنفى. وإذا كان فوزي جوليد يخرج مطروداً من البحرين فإن أي شخص قد يجد نفسه خلف القضبان في أية لحظة، ويتبخر كل شيء، وتنسى كل البروتوكولات، وتسقط حتى أبسط معاني الاحترام الإنسانية...
هكذا إذاً... مخالفون للقانون حسب الطلب، وبحسب رغبة شخص، وتحت تصرف شخص، وبحسب مزاج شخص هنا أو حهة هناك... ولا يبقى لدينا سوى أن ندعو الله أن يكون أي شخص يتسلم رقاب الآخرين غير متقلب المزاج كما انقلب على فوزي جوليد وحوله من شخص يقدم خبراته من أجل احترام حكم القانون، إلى شخص مخالف للقانون ومطرود من البحرين هو وعائلته من دون حتى قول كلمة «شكراً» على ما قدمه خلال أربع سنوات برخصة من الديوان الملكي... إهانة فوزي جوليد هي إهانة لكل البحرين، والقبول بها قبول بأن يحصل لنا جميعاً ما حصل لفوزي جوليد
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1342 - الثلثاء 09 مايو 2006م الموافق 10 ربيع الثاني 1427هـ