افتتحت صباح أمس (الثلثاء) فعاليات «مؤتمر الفكر الخلدوني وخطاب الإصلاح» الذي تنظمه كلية الآداب بجامعة البحرين، بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين العرب.
وقال عميد كلية الآداب ورئيس المؤتمر إبراهيم عبدالله غلوم: «إن الفكر الخلدوني وخطاب الإصلاح اختيار وتمثل ومراجعة، فالاختيار يقع لمرجعية نموذجية ممثلة في الفكر الخلدوني لا من أجل تمجيده، وإنما من أجل تحليله، ونقده، وبحث مدى الحاجة إلى ما أسسه من علم». وأشاد غلوم بالمشروع الإصلاحي في البحرين بقيادة عاهل البلاد، وهو ما تقع فيه مفردة التمثل، بقوله: «شكل المشروع الإصلاحي انطلاقة جديدة في مسار النظام السياسي والاجتماعي والثقافي في البلاد، وتمثلت انطلاقته في ميثاق العمل الوطني، الذي استطاع أن يستجمع إرادة وطنية جديدة من أجل العمل وبناء الإنسان والتنمية»، مشيراً إلى أن «هذا الإصلاح بدأ فعلياً بعد تسلم ولي العهد ملف المشروع، الذي ارتكز على ثلاثة محاور رئيسة، هي: الإصلاح الاقتصادي، وإصلاح سوق العمل، وإصلاح التعليم».
أما المراجعة - كما ذكرها غلوم - فتتمثل في مفردة الإصلاح «وخصوصاً بعد أن تبلورت أوهام الحرب على الإرهاب، وأصبحت تتحرك في برنامجين أساسيين: تغيير الأنظمة السياسية بالقوة، وإصلاح يتدخل في السياسات والثقافات وكل ما يتصل بهويتنا».
وتساءل رئيس المؤتمر: «أي إصلاح يراد لنا؟ وأي إصلاح نريد؟»، منبهاً إلى أن هناك جامعات عريقة، ومؤسسات إعلامية وتعليمية، ومفكرين وباحثين وسياسيين من صناع السياسات الأميركية، يتدخلون في حياتنا باسم «الإصلاح»، مضيفاً: تحولت مفردة الإصلاح إلى مشهد يقع فيه القاتل والمقتول، القاتل يتمثل في إصلاح يقتل عصبيتنا بأداة ثقافتنا، والمقتول هو الإصلاح الذي تمثلناه في ديمقراطيتنا العربية. ولفت إلى أن المشروع الإصلاحي في البحرين «لم يسلم من محاولة إذابة روحه العربية وإدخال المشروع الوطني في لعبة الانتخابات والمبادرات الجديدة من برنامج الإصلاح».
وذكر أن ابن خلدون وضع ثلاثة أسس، تكاد تكون هي الأسس التي يبني العالم الحر فكره عليها، وهي: العصبية، والمال، والمعرفة. وأطلق فهمي جدعان من جامعة الكويت - في كلمة له باسم الأساتذة الضيوف - على هذه السنة أنها «سنة ابن خلدون» بلا منازع في مشارق الأرض ومغاربها، مبدياً سعادته باستحضار جامعة البحرين الذكرى المئوية السادسة لابن خلدون، التي اعتبرها جدعان ذكرى ليست عادية، لأن ابن خلدون يعد أحد قادة الفكر الإنساني، معلقاً على استحضار ذكراه في كثير من الدول بالقول: «ابن خلدون ليس ملكاً للمغاربة، وإنما هو ملك لنا جميعاً».
ومن جانبه، ذكر منسق اللجنة التحضيرية للمؤتمر عبدالحميد السيد بأهداف المؤتمر هو «استحضار العلم البارز وجهوده الفكرية، مقرونة بخطاب الإصلاح، بوصفه خطاب العصر، والإفادة من المعطيات المنهجية للفكر الخلدوني في قراءة متغيرات العصر»، بالإضافة إلى حفز البحث العلمي وتعزيزه في الكلية، سواء على مستوى الهيئة الأكاديمية أو على مستوى الطلبة
العدد 1342 - الثلثاء 09 مايو 2006م الموافق 10 ربيع الثاني 1427هـ