العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ

من يوقف هذا «المعتوه»؟

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

ليس عيباً أن تبقى طباخاً مسكيناً طوال سني عمرك، عرضة للشتائم والاستهزاء، وليس مذلة أن توصف بـ «العبد» لفرط تملقك واستصغار «معزبك» لقدرك، ولا ضير لو مكثت في وظيفتك الأولى أضحوكة لمن حواليك في العمل، فذلك خير لك ولنا من أن تخرج من التنور ولم تزح عنك دخان الضغينة والجهل بعد، رافعاً عقيرتك بالنهيق الطائفي، مسترسلاً في نفث سموم بياناتك، لاعباً بالنار في بيت مازال يخشى التحول بغتة إلى هشيم على يديك.

ولأنك لا تخجل... يترقب منك أن تطلب جهرة من وزير الشئون الإسلامية أن يوقف مساعي وزارته لتطوير الخطاب الإسلامي، وتجميد كل برامج التقريب بين المذاهب، التي أغاضك تدشينها من دون شك بدورة الخطباء والوعاظ الأخيرة، والتي شارك فيها نخبة من العقلاء الذين لا يروق لأمثالك فكرهم النير ودعواتهم إلى إنقاذ الخطاب الإسلامي من الفك التكفيري الذي تجلس على رأس هرمه. وأن تسوقك جرأتك إلى المطالبة علناً بإيقاف كل برامج المشروع الإصلاحي حتى كتم أنفاس آخر رجل من الطائفة التي هي أقل شأنا من «اليهود والنصارى». حتى لا يظفر أي واحد منهم بكسرة خبز من بيت مال المسلمين، لأنها تحرم عليهم. قل للوكيل المفتاح: «لا تتعبوا أنفسكم، ها نحن لن نتغير، بل سنزداد حماقة كلما سنحت لنا الفرصة».

لتقل: «إن المجلس العلمائي (الشيعي) أعمى البصيرة والبصر، ولا ندري إلى أين يريد أن يذهب بالبحرين». ولتتحسر على «أن يتكلم بعض الجهلة باسم الدين من أجل مآرب معروفة ومقاصد معلومة لا تمس الدين لا من قريب ولا من بعيد»، وترنم بأن «الأدهى من ذلك إذا ما وجد هذا المجلس ترحيباً وتأييداً من بعض المسيّرين الذين هم أشبه بالنعاج تسير وراء الراعي»... وانعق بأكثر من ذلك سباً وتجنياً وتسقيطا لما يقل عن نصف أفراد هذا الشعب. واسحق ببربرتك رجالاً لولاهم لما ندري إلى أين يؤول الحال بهذا البلد. قل ما شئت، فمن سيوقفك عند حدك؟ وأي عاقل حكيم له سلطة عليك سيطالبك بكتم ضغينتك حفظاً لهذا البلد المسكين من العودة الى «الخراب»؟ لا أحد أبداً. فكلهم عن عوراتك ساهون. ولا شغل لهم إلا البحث عن «الملثمين» لحفظ أمن البلد.

لن يفكر النافخون فيك كيف أن من تشتمهم هم من أوقفوا اشتعال فتيل الأزمة دائماً منذ أن بدأت أنت وقرناؤك باللعب على أشد الأوتار خطورة وهو وتر الطائفية. ولن يكتشفوا أنك من أشد المحرضين لأولئك الملثمين من أجل إشاعة الفوضى، ولن يقارنوا بين زجاجاتهم وبياناتك الحارقة التي تقتل الأبرياء كل يوم. لسبب بسيط، هو أنهم لا يريدون أن يعرفوا ذلك. فليمعنوا بحثاً عن الملثمين، وليتركوك تسرح وتمرح بنارك التي لن تبقي أخضر ولا يابساً

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً