المتتبع لبعض وزاراتنا البحرينية يلحظ التغيير الإصلاحي في بعضها، وأن رياح الإصلاح دخلت إلى بعض هذه المؤسسات، بيد أنه يستوقفك البعض الآخر التي أصبحت عصية على التغيير، ومحصنة بجسد واق مصفح ضد صدمات التغيير. كثير من الوزارات تعرض بضاعتها على الملأ، وبعض المؤسسات تقبل بدخول الصحافة إليها باستثناء بعضها الآخر. هل تعرفون ديوان الخدمة المدنية؟ الكثير منا يعرفه بالاسم، لكنه لا يستطيع أن يقرأ دهاليزه، أو يقترب من بعض أدائه، ما يثير فينا الكثير من الحزن والشفقة والضحك أحياناً.

طبعاً، هو مؤسسة مدنية وليس ثكنة عسكرية، لكنه أيضاً يلفه الغموض في كل شيء.

قبل عام كتبت كثيراً مطالبا هذه المؤسسة بأن تكون مكشوفة كراحة اليد، واضحة في طرح المعلومات، دقيقة في توزيع كعكة الوظائف، إلا أنها آثرت الصمت مخافة التورط مع الصحافة بحجة أن الصحافة البحرينية أصبحت تمتلك جزءا من أسنان النقد، وعندها قدرة على اقتناص تناقضات المؤسسات. ديوان الخدمة يعاني من انيميا في المعلومات، وفقر دم في الانفتاح على الصحافة والكثير يخال - بسبب السرية -ان ديوان الخدمة تحول إلى مؤسسة سيادية مخففة (لايت)، والسر؟ لا أحد يعلم شيئاً؟ لعلهم لا يريدون أن ينفتحوا على الصحافة، لا يهم. المهم أن تنفتح الصحافة بقنواتها عليهم ولكل حادثة حديث في تقييم هذه المؤسسة.

يقول المصريون: الي ايده في المية ليس مثل الي ايده في النار، ولان ايد ديوان الخدمة في الماي و ايدي عوائل واسر الائمة والمؤذنين في النار تم تعطيل تسلمهم مكافآتهم الشهرية.

هل تعلمون يا ديوان الخدمة كم يعاني هؤلاء؟ وخصوصاً المؤذنين عند توقفكم من صرف المكافأة لشهر مايو/ أيار؟ هل تطبيق الكادر يحتاج الى عقلية خارقة (انشتياينية) كي يرى النور؟ هل تعلمون مقدار الضغط الذي ينتاب هؤلاء الفقراء من توقيفكم المكافأة؟ غالبيتهم عليهم التزامات يومية، وبعضهم عليهم قروض، وآخرون عندهم التزامات أسرية. انهم يعانون من اختناق مادي! قبل فترة رحتم تستأسدون على هؤلاء الفقراء بأن من لا يمتلك شهادة اعدادية تصرف له مكافأة فقط وكأن اذاعة الأذان يحتاج الى شهادة من جامعة اكسفورد، في حين يوجد مديرون بلا شهادة ثانوية في بعض المؤسسات. هل تسمحون لنا بدخول ديوان خدمتكم العظيم لمناقشة هذه المعلومات؟ كفاية ما يجري على هؤلاء المواطنين الغلابة، اصرفوا لهم مكافآتهم فهم يتضورون جوعا. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

يا ديوان الخدمة سيتم افتتاح مكتبة الشيخ عيسى آل خليفة (رح) وهناك عدة وظائف نتمنى ان تعرضوها في الصحافة لتعم الشفافية الجميع.

لا أعلم ما داؤكم، ما دواؤكم يا ديوان الخدمة، الدولة تأمر بتعجيل المكافأة وانتم تعيشون حالة برود غير طبيعية في ذلك.

الناس تتضور جوعاً، فالرجاء صرف هذه الرواتب في أسرع وقت ولا يمكن ان يتحملوا الصبر أكثر. وللحديث تتمة عن بعض ثغرات ديوان الخدمة التي نتمنى دخول رياح الاصلاح إليها.

ملاحظة: هناك ملف يحتاج الى رعاية. قبل شهر تقريبا توفيت امرأة بحرينية بسبب المخدرات وهي مازالت في العشرينات من العمر تاركة وراءها طفلة يتيمة، وفي أسبوع واحد تقريبا توفي شابان بحرينيان بسبب المخدرات. نحن مع موعد لحوار صريح مع وزارة الصحة عن الحال المأسوية لوحدة المؤيد لعلاج مدمني الكحول والمخدرات، وستذهب الصحافة إلى الوحدة للاطلاع على الوضع والثغرات