عناوين كثيرة قفزت أمامي وأنا أشرع في مشاهدة اللقاء الذي أجراه تلفزيون البحرين مع عادل عبدالله فخرو في برنامج «لقاء مع مستثمر». تاريخ أسرة فخرو الغني بالحوادث والعبر... أسباب عثرات سوق العمل... مشكلات الاستثمار في السوق المحلية... العلاقة بين مدخلات التعليم ومخرجاته في نطاق حاجة سوق العمل.... التأثير المتبادل بين السياسة والاقتصاد... القائمة طويلة... لكنها جميعا تراجعت وأنا اتابع الحلقة منتظرا تناول أي من تلك الموضوعات بالرشاقة التي عهدتها لديه.
السبب كان تلفزيون البحرين الذي لم يستطع ان يلتقط توقف عادل، وهو يقود بمهارة سيارة تاريخ فخرو الاستثماري، عند محطات كانت أولها بدايات المرحوم عبدالرحمن فخرو قبل قرنين ليصل بها إلى محطة أبنائه محمد وعبدالله ولبنى. زخرت كل محطة من تلك المحطات بإشارات ودلالات كان بوسعها، لو التقطها تلفزيون البحرين، أن تجمع بين رشاقة العرض ودسامة المادة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المحطات الآتية:
محطة الحرب العالمية الثانية وحديث عادل عن قدرة المستثمر البحريني، والذي كان جده يوسف فخرو، تمكن من تحويل السلبيات إلى إيجابيات، لم يتوقف عندها التلفزيون ليلقي الضوء على حالة استثمارية ناجحة تدير أسطولا بحريا كبيرا - بمقياس تلك الحقبة - تمخر سفنه بحارا تمتد من شواطئ افريقيا الشرقية حتى سواحل شبه القارة الهندية الغربية، وما يعنيه ذلك من المكانة الاقتصادية لصاحب ذلك الأسطول، دع جانبا المدلولات السياسية المرافقة له.
المحطة الثانية هي تلك التي تتناول فيها جمعية المنتدى وتعريجه على الدور السياسي للتاجر البحريني والأسباب التي أدت إلى تراجعه خلال الخمسين سنة الماضية، من كان وراء ذلك هل هم التجار أم السلطة السياسية ام الاثنين معا؟ وأن كان لهذا التاجر أن يبدأ فأين تكون نقطة الانطلاق، وكيف؟
المحطة الثالثة كانت هجرة الرأس مال الأجنبي إلى الخارج في هذه المرحلة، وهنا مربط الفرس إذ كان بوسع التلفزيون أن يغوص عميقا في تسليط الضوء على واقع الاستثمار في البحرين.
محطة أخيرة، وهنا اختلف مع السيد عادل فيما ذهب إليه بشأن التخصصات، هي نصيحته لدراسة الاقتصاد أولا تتبع بالقانون في الدراسات العليا، فلربما كانت المسألة أكثر تعقيدا من ذلك، وهذه محطة أخرى لم يستفد منها تلفزيون البحرين.
بدلا من التركيز على ذلك، وجدنا التلفزيون يصر على أن يفقدنا لذة المتابعة بلقطات بالحركة البطيئة للسيد عادل وابنيه محمد وعبدالله يتجولان في ردهات مكتبهم في بناية الهداية. حتى الآن لم أجد ما هي الإضافة التي استدعت مثل تلك اللقطات.
ختاما... يبدو أن السيد عادل، كعهدي به، استذكر دروسه وهيأ نفسه فنجح بل تألق. أما تلفزيون البحرين فأتمنى ان يتعض من هذه الحلقة ويتحاشى ذلك في الحلقات المقبلة
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ