العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ

الفهم الجديد

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

ماذا لو نعود للتاريخ؟ إذ لكل طرف من الأطراف روايته الخاصة به، كل طرف يفهم الحوادث من منظور مختلف عن الآخر. التاريخ حضوره متشكل، وكذلك الأفكار في السياسة اليوم، متشكلة، متباينة.

وحين تتعدد الروايات، تتعدد مستويات الفهم وتتخالف. الأجندة السياسية لأية فئة ما هي ليست أكثر من مستويات فهمها للماضي وتطلعها للمستقبل في ضوء مما فهمته ما كان وجرى.

حين نحاول سبر «الوفاق» منذ بدء تشكلها حتى اليوم، نجد أن ما بين قرار المقاطعة في الانتخابات الماضية وقرار المشاركة اليوم فضاءات من اللامعقول، اللامعقول هذا لسنا بصدد استثماره كأداة إذلال لرموز الوفاق وشخوصها السياسية، إلا أننا ندق به عصا التنبيه بأنكم يا «وفاق» أوراق مفتوحة أكثر مما يجب.

ندرك تلك السلسلة من الخطابات السياسية المتضاربة، وكيف أصبحت اليوم خاضعة لتأويل «لكل مقام مقال»، ولم نجد مقال مقام «الوفاق» الجديد أو روايتهم الجديدة لتأويلهم الجديد لما كان، ما قالوه قبل 4 أعوام مات وانتهى، واختاروا اليوم بإرادتهم أو رغماً عنهم الدخول في المجلس، فإما أن تمسك «الوفاق» بعصا الساحر، وإما أن ننتظر تأويلاً جديداً بعد حين.

لم يتشكل قرار المشاركة في «الوفاق» إلا بفهم جديد، ولا تجيد «الوفاق» في كثير من الاحايين التعبير عن حالها، فضلاً عن فهمها للواقع، وهذا ما يجعلها رهينة تأويلي وتأويلات الآخرين، هذا الفهم الذي أدعي تشكله لابد أن يترجم في الأيام المقبلة برنامجا انتخابياً لا يخضع للأحلام الأفلاطونية، بل يتميز بالتركيز على محور أو محورين.

يقول نيتشة: «إن في الصفة الحميدة الواحدة من الفضائل أكثر مما في الصفتين!»، لتخرج «الوفاق» بفضيلة واحدة في تجربتها البرلمانية القادمة، لتكن قادرة على فرض لعبة سياسية جديدة، تخضع فيما تخضع إلى «فهم» مختلف لا أدعي فطنتي به، أو أنه تشكل في ماهيته من باب «الحدس» لدي، فلربما هي مجرد «أمنيات».

«الوفاقيون» الذين تماسكوا على رغم الانقلابين - الأبيض (العدالة والتنمية)، والأحمر (حركة حق) - هم أمام اختبار صعب، فإما أن تكون «الوفاق» أو لا تكون، وهذا الاختبار يحتاج إلى «فهم» جديد بمقتضيات الفضاء السياسي الجديد، فاللاعبون الجدد لا يلعبون هنا بالمظاهرات أو الاعتصامات، لكن بـ «القوانين» و«اللجان» و«المفاوضات» و«التكتلات»، وأيضاً ببعض «التنازلات»، ولي أن أضع تحت كلمة «التنازلات» خطاً عريضاً، لما قد يجني هذا الخيار على «الوفاق» من سخط شعبي قد لا تستطيع درأه عنها

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً