ما حدث يوم أمس لخبير المعهد الديمقراطي الوطني فوزي جوليد لا يمت بأية صلة لشيم أهل البحرين المعروفين بالضيافة وحسن الاستقبال. فقد قام مسئولو معهد البحرين للتنمية السياسية أولاً بتجميد جوليد منذ نهاية العام الماضي بحجة عدم توقيع مذكرة تفاهم.
فوزي جوليد خدم البحرينيين جميعهم منذ بدء نشاطه في 2002، وساعد الحكومة والمعارضة على التواصل، كما كان خبيراً مخلصاً لمشروع الإصلاح، ولذلك كانت إقامته ورخصته باسم الديوان الملكي حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، عندما تم تسليم مصيره إلى معهد التنمية السياسية الذي باشر أول أعماله بتجميد المعهد الديمقراطي لمنعه من نقل خبراته إلى الجمعيات الأهلية والسياسية ولمنعه من مراقبة الانتخابات. والجميع يعلم أن الأسباب التي تتذرع بها التصريحات الرسمية المختلفة انما هي للتغطية على السبب الحقيقي.
معهد التنمية السياسية أيضاً لجأ إلى تسريب تصريحات بأن جوليد والمعهد الديمقراطي يعملان لصالح قوة أجنبية (أميركا) وان هذا تدخل في الشئون الداخلية للبحرين، ولكننا أيضاً نعلم أن هذه الاعذار تطرح في «سوق المزايدات السياسية» بشكل انتقائي مفضوح. فمثلاً جمعية الصحافيين التي شتمت وتشتم الأميركان ليل نهار على أساس أنهم يتدخلون في الشأن البحريني من خلال عرض مساعدات مالية للجهات الصحافية هي نفسها (والوحيدة أيضاً) التي تسلمت مساعدات مالية أميركية، فهي التي فسحت المجال للخبراء الأميركان بالمجيء إلى البحرين. وكذلك الحال مع الجهات الأخرى التي تمارس الانتقائية متى شاءت وكيفما شاءت.
فليكن ان فوزي جوليد أصبح غير مرغوب فيه لان المعارضة التي ستدخل البرلمان ستستفيد من خبراته... ولكن هل الطريقة التي عومل بها تمتّ إلى أهل البحرين بأية صلة؟ فقد قام معهد التنمية السياسية بالتحفظ على جوازه منذ نهاية العام الماضي، وكلما طالب به أو طالب بمقابلة مسئولي هذا المعهد يتم تأجيل المواعيد، ومن ثم قام المعهد بتسليم جوازه إلى إدارة الهجرة، التي اتصلت به وأمرته بمغادرة البحرين مع أهله في 12 مايو/ أيار. وعندما حاول أن يستسمحهم البقاء لكي ينتهي ابنه من الامتحانات في يونيو/ حزيران المقبل رفضوا ذلك، ولولا تدخل جهات عدة حتى مساء أمس لكان الابن قد خسر دراسته هذا العام.
إننا نتقدم بالشكر الجزيل للأخ العزيز فوزي جوليد، ونود أن نؤكد له أن ما يحصل له لا يمثل شيم أهل البحرين واننا لن ننسى الدور الإيجابي الذي قام به على رغم أنف الانتقائيين ومن لف حولهم لأهداف مفضوحة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ