يؤمن المتتبع لشخصية وسياسة الرئيس الأميركي جورج بوش، بأنه من عشاق قصص «ألف ليلة وليلة». فقد بدأت ومنذ ولايته الأولى تظهر عليه علامات حبه لشخصية «شهريار»، بل إنه عشقها لدرجة أن بدأ يتطبع بطباع «شهريار»، طبعاً لكونه عديم الشخصية.

ربما تكون الشخصيتان متقاربتين إلى حد ما، فـ «شهريار» كان مسيرا من قبل «شهرزاد» التي تختلق القصص الطويلة لتفلت من العقاب. أما بوش فهو الأخير «عبد» لـ «إسرائيل»، إذ إنها ما أن أوجدت كيانها حتى بدأت قصصها الخيالية تعم أرجاء العالم، فتارة هناك شخص يدعى أسامة بن لادن، وآخر يدعى أبومصعب الزرقاوي، وبعدها تنشر شائعة أن العراق يملك أسلحة دمار شامل، واليوم إيران لديها برنامج نووي خطير يهدد المنطقة. كل تلك القصص الخيالية لتطول «القصة» ويغرق العرب في تتبعها يوماً بعد يوم، وتفلت «إسرائيل» من عقاب احتلالها لإحدى أراضينا العربية.

يبدو أن «شهرزاد بوش» (إسرائيل) هي من عشاق القصص الطوال التي تدور منطقتنا في حروب لا حامد لعقباها، والمنقذ منها يكون بصياح الديك معلنا ذبح «إسرائيل» لتكف عن «النباح». بقيت لبوش تقريباً، «ألف ليلة وليلة» في البيت الأبيض حتى تنتهي ولايته، ترى ماذا ينتظر العالم خلال هذه الفترة؟!

ثمة فرضيتان: إحداهما تقول إن بوش سيميل إلى التهدئة والهدوء، ليس لأنه يحب ذلك، بل لأنه مكره عليه، إذ إنه محاصر حالياً بمشكلات الداخل والخارج. ففي الداخل مشغول بارتفاع أسعار النفط والهجرة الغير شرعية. أما في الخارج فهناك العراق التي باتت أبرز مشكلات إدارته. وهذان الجانبان ربما سيجعلانه يتردد قليلا في خوض أية مغامرة أخرى خارجية.

أما الفرضية الثانية، فتقول: إن بوش قد يحاول الخروج من أزماته بشن ثالث حرب في عهده، ضد إيران هذه المرة. ترى أي الفرضيتين أقرب إلى الواقع؟! ربما ليس هذا هو السؤال الأنسب الذي يجب أن نطرحه على قادتنا، فسواء مال بوش إلى الهدوء أو التصعيد، فنحن سندفع الثمن مرتين: مرة إذا ما عنى الهدوء صفقات إقليمية لابد أن تتم على حسابنا. ومرة أخرى إذا ما انفجر بركان الحرب وأغرقت الحمم بلادنا