بالأمس نشرت هذه الصحيفة الرد الرسمي الذي أرسلته شركة نفط البحرين (بابكو) لتفند ما جاء في مقالي المنشور يوم الأربعاء الماضي... وكل من يريد أن يقرأ الرد عليه أن يعود إلى عدد الأمس فيراه في صفحة 13. طبعاً (أخي) محرر الصفحة لم ينسَ أن يضع لردهم عنواناً رناناً وبالبنط العريض حتى يضرب فيها عصفورين بحجر، الحجر الأول هو أن العنوان اختصر كامل ردهم في سطر واحد، والحجر الآخر لكي يحرضني على الرد عليهم وإثبات أن ما يرد في الصحيفة ليس نطقاً من الهوى...
تقول شركة نفط البحرين (بابكو) في ختام ردها بأنها تمنت لو تمت مراعاة الدقة والموضوعية في أسلوب الطرح الصحافي، إذ إنهم يجدون أن طريقة الطرح واختيار العنوان (مصنع التكرير... دمر المعامير) يضران بسمعة الشركة وصورتها أمام القراء، وذلك بسبب توجيهي اتهامات غير صحيحة، وذكرى لموضوعات لا تستند إلى أسس علمية...
حاضر يا بابكو... ولا يصير خاطركم إلا طيب... اليوم إن شاء الله سيستند ردنا على أسس علمية وإثباتات، ولكننا نرجو بعد ذلك أن يتم الاعتراف من قبلكم بتسبب الغازات المنبثقة من مصنعكم في الكثير من الأمراض والإعاقات التي يعاني منها أهل المنطقة، حتى تتم بعدها التسويات المالية والعلاجية للمتضررين وأهاليهم، ثم تتم عملية تلافي هذه الخطورة البيئية في المستقبل القريب...
تقول بابكو إن كلامي عن انبعاث الأغبرة الكيماوية السامة من مصنها في منطقة المعامير لا يستند على أسس علمية، وإن الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية قامت أخيراً بتشغيل محطة رصد لقياس جودة الهواء في المنطقة... وأنا أقول إن هذا الكلام فيه خلط بين الحق والباطل، لأن تشغيل المحطة صحيح، ولكن الهيئة شغلت المحطة بعد أن عملت دراسة استنتجت فيها أن المصنع يبث الكثير من السموم... والدراسة موجودة في مجلس النواب وهي متوافرة لكل من يريد الإطلاع عليها...
اللجنة المشكّلة من مجلس النواب برئاسة عضو المجلس عن هذه المنطقة استندت في دراستها وتقريرها المقدم للمجلس على الدراسة التي أعدتها الهيئة العامة للحياة الفطرية، وبينت بالإثباتات الدامغة أن أهالي المنطقة المحيطة بالمصنع يعانون من الأمراض المستعصية والسرطانات، وذلك نتيجة لانبعاث الغازات السامة من المصنع... وتقرير لجنة مجلس النواب كذلك موجود لكل من يريد الإطلاع عليه...
لدينا تقريران طبيان من بلدين مختلفين (وزارتي الصحة بالبحرين والأردن) تثبتان أن حالة المرض المزمن هي بسبب وجودهم في منطقة ملوثة بالغازات السامة... وهذان التقريران فقط لعائلة واحدة ونحن لدينا العدد الباقي من العوائل المتضررة... نحتفظ به لأننا لا نريد أن نرمي بكل أوراقنا مرة واحدة...
أما بالنسبة لموضوع التقرب من سكان المنطقة فهو ثابت، لأن بابكو استثمرت مبلغ 38 ألف دينار لبناء مقر وملعب كرة قدم لفريق المعامير من أجل إسكاتهم عن المطالبات العلاجية... ولو أن الشركة تبرعت بهذا المبلغ لنادٍ آخر وبعيد عن المنطقة لما تكلمنا، ولكن لنادي المعامير؟ الموضوع فيه إنّ...
بابكو تعلم بأن كلامي صحيح... والذي يثبته أنه وبعد كتابة مقالي (في يوم الأربعاء) قامت سكرتيرة الرئيس بالاتصال بأحد المتضررين وأبلغته بأن الشركة ستصرف له مبلغاً نقدياً حتى يتمكن من علاج أبنائه في الخارج... ولو كانت الشركة غير مسئولة عن مرض هذين الطفلين وتردي حالتهما الصحية لما قامت السكرتيرة بالاتصال بالشخص المتضرر، ونحن نقول سيماهم على وجوههم...
الآن الشركة تتخبط... فمن جهة هناك دراسة الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية. ومن جهة أخرى، هناك تقرير اللجنة المشكلة من مجلس النواب. ومن جهة ثالثة، هناك التقارير الطبية التي تثبت بأن المرضى مهددون بفقدان حياتهم... وهي لا تريد أن تعترف بأنها السبب الرئيسي لغالبية الأمراض التي أصابت وستصيب سكان المنطقة المحيطة بمصنع التكرير، وإن اعترفت فهي ستكون مطالبة بدفع مصاريف العلاج لجميع المتضررين ثم إيجاد الحلول المستقبلية...
بالأمس كانت هناك اعتصامات في منطقة المعامير، وألقيت في التجمع البشري الكثير من الخطب والكلمات... النائب محمد الشيخ كان حاضراً وألقى كلمة... والنتيجة النهائية هي إما أن تسلك بابكو خط المصالحة وتعترف بمسئوليتها، وإما الاتجاه للقضاء البحريني العادل... وهناك ستكون البينة على من ادعى واليمين على من أنكر... الأهالي لديهم البينة، وبابكو عليها أن تقول والله العظيم..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ
