العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ

باقة ورد لـ «الوفاق» على خيار المشاركة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

قناعتي أن مجلس النواب القادم لن يكون مليئا بالعسل السياسي واللوز الاقتصادي والتمر أيضا، وخصوصاً أن الكثير منه تم توزيعه على النواب، وبعض قواعدهم من وظائف ومراكز يصعب إعادة تقييمها بعد أن تم تثبيتها بالمطارق والمسامير أيضا. طالما ذرفنا دموعا على ملف التأمينات الاجتماعية والتقاعد، هذان الجسدان المليئان بثقوب الانتكاسات وشقوق الخسائر، مطارق سقطت على رؤوس المواطنين، بعد أن رفض غالبية النواب استجواب الوزراء والاسماء موجودة.

أقول: لن يكون مجلس النواب وردياً، ولا حريرياً، فانه بحاجة الى ذكاء سياسي غير عادي، يختلف عن التعاطي مع الشارع. الخطابات في الساحات العامة لا تحتاج الى تفتق عبقريات، ولكن الصعوبة في التحرك داخل برلمان، بلاطه ملئ بالالغام البرغماتية وقائم على نظام مصالح متماسك بين قوى عرفت دهاليزه، وكل تيار يحاول جر البلاط الى جهته من تيارات تصل احيانا الى مستوى الاشتباك بالأيدي في صورة سوبرمانية تدعو للشفقة. أصبحنا جميعا يثير شهيتنا تناول سبانخ باباي التي بتنا نشك في أنها توزع في صالات عرض كمال الاجسام البحرينية مجانا.

يجب على الحكومة أن تقدر للمعارضة هرولتها الدراماتيكية، فتشجعها على الدخول من دون وضع أي عراقيل أو اكياس ترابية تمنعها من الدخول. إن «الوفاق» تستحق التصفيق على قرار المشاركة، بل الشكر وبرقيات التهنئة لانها لو أصرت على المقاطعة لسنين إضافية ربما تصاب بذبحة صدرية في السياسة، فتسقط مغشيا عليها في الساحة العامة تاركة وراءها تاريخا مقاطعا جنائزيا اضاعت فيها البقرة وحليبها.

وقال الشيخ علي سلمان: يجب أن يشجع بالعمل وفق مظلات التحالفات السياسية عبر البرلمان والنقابات والمجتمع المدني، وعبر التحالف حتى مع اصلاحيي السلطة، فالمرحلة تعيش حرب مشروعات وتحالفات سياسية تبعدنا عن البيانات الجيفارية، فهي لا ظهر ركبت ولا أرض قطعت، فهي تخلق فنتازيا واحلاما تخدرك بمخدرات سياسية تكتشف بعد مرور السنين انك كنت تحمل مخيالا واسعا لا ينبت حقوقا ولا يروى فيه ظمأ ولا يبل فيه صدى.

«الوفاق» لا تستحق ان ترمى بالحجارة من قبل شبابنا لأنها ستشارك وان تنتقد نقدا بدويا متوحشا لا يمارسه حتى بعير في الربع الخالي. وقفنا جميعا خلف الباب ننتظر من «الوفاق» ترك سجن المقاطعة ورحنا نصفق لها عندما رأيناها تلملم ثيابها وتجمع حقائبها لترحل من سجن المقاطعة، فالمقاطعة كانت بمثابة التفاحة التي أخرجتنا من الواقع وأنزلتنا إلى حيث الاصرار على القطيعة ونحن نجر وراءنا المئات من الفقراء الذين يستحقون منا الدعم المادي والاقتصادي والسياسي.

الناس اذا مرضت فانها تريد الذهاب الى مستشفى نظيف وليس الى مقر حزب معارض، الجماهير البحرينية تريد نوابا أقوياء يكسبونها عسلا وثمارا... عوائل تنام بلا عشاء وأخرى تغسل أوانيها في الشارع وبعض الرواتب لا تكاد تغطي ركبة المواطن. على «الوفاق» وكل الجمعيات الأخرى أن يشجعون على الانفتاح الاقتصادي ويدعمون المشروعات الانمائية والتنموية التي يجب أن تنعكس ايضا على رفع المستوى المعيشي للمواطن البحريني. لا أؤيد حدوث طلاق بائن بين «الوفاق» والحكومة، فهناك قواسم مشتركة يمكن العمل عليها، لتعزيز الثقة المتبادلة لصالح الوطن. ما أجمل «الوفاق» وهي تقف ضد العنف في الشارع وما أجمل الحكومة لو أنها ردت على هذا الموقف الوطني الجميل بمبادرات مشجعة تفتح أفق الحوار. على «الوفاق» كتابة برنامج عملي وترسيخ مرجعية سياسية تقوم على الشورى، يكون الفصل فيه للاكثرية، وان تشرك طبقة التكنوقراط، وان تمد جسور العلاقة مع السلطة ايضا بما يصب في خدمة الناس، وان تنتبه للطبقة الفقيرة وتعمل على تغيير واقعهم بالاشتراك مع الدولة. الحكومة مطالبة برفع رواتب المواطنين وحل أزمة الاسكان، وخيرا فعلت إذ بدأت بتنفيد المشروع الضخم الاسكاني للمنطقة الشمالية الذي يقدر بـ 66 مليون دينار بمعدل 1500 وحدة سنويا وشكر للجنة كفالة الايتام التي تقوم بكفالة 5039 يتيما و4611 أرملة من مختلف المحافظات، وتخصيص 50 بعثة دراسية لجامعة البحرين للايتام ونتمنى ان توفر بعثات لهم في جامعات الدول الغربية أيضاً

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً