العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ

لا...

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

لمفردة «التطبيع» معنى ودلالة عند أهلنا من سكنة الريف الفلسطيني، فهي تعني تطويع صغار الحمير (الجحوش) ليركب الناس على ظهورها لأغراض متعددة... طبعاً لسنا بالغباء الذي تتعامل معه الدبلوماسية البحرينية بأميركا أو البحرين، لكي نفهم ما يعنيه إغلاق مكتب مقاطعة البضائع الإسرائيلية بيد سفير معتقل «إكس. راي»، ومن بعده يخرج علينا وزير الخارجية ليقول: إنهاء المقاطعة ليس معناه التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب؟! كما ذهب السفير البحريني لدى واشنطن لأبعد من ذلك حينما اجتمع مع «إيباك» وأبدى «الملامة» على «حماس» وقال، وهو لا يملك إلا أن يردد ما قالته الإدارة الأميركية وليس ما قاله الشعب البحريني، من أن على «حماس» أن تتفاوض مع «إسرائيل» وإنه من الممكن إقامة علاقات دائمة مع الكيان الصهيوني!

ماذا تريد الحكومة البحرينية من الشعب، وماذا يريد الأميركان؟ وما هي الفائدة العظمى التي يجنيها شعب البحرين من هكذا تبعية وتنازلات مجانية، ومعاداة للحكومة الفلسطينية المنتخبة؟ وما هذا التدني في الوعي القومي بالقضية الفلسطينية حتى سكتت عنها الغالبية، وكأنها ليست قضيتنا المركزية؟!

كتب رئيس التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية محمد الأحمري في مقدمة كتاب لعبدالله النفيسي بعنوان «لا للتطبيع»: «في كل يوم تشرق فيه شمس تضعف فكرة بسبب نسيانها، وتكاسل أهلها واكتفائهم بالقديم مما سمعوه أو قرأوه... وفي كل يوم تشب فكرة أو يطغى مذهب بسبب حرص أهله ونصرتهم له». كتب ذلك في مقدمة الكراس الصادر من «التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية»، .

وكدأبه، يستند النفيسي فيما يكتبه ويذهب إليه من تحليلات على تفكيك وتجزئة الأفكار والنظر إلى المعضلات من عدة جهات وخلفيات، واستقصاء الفكرة وخصائصها، يستقي مما كتبه رواد الفكر والسياسة في أميركا والغرب و«الكيان الصهيوني» من تقارير وبحوث ودراسات... لذلك؛ تكون تحليلاته علمية وذات منطق رصين، ومحكومة بمنهج صارم في البحث والتقصي والاستنباط. وإصدار، كالذي أشرنا إليه، يتمتع بوفرة معلوماتية، وجرعة مكثفة من المثيرات في عصر موت النخوة لدى الأنظمة العربية والإسلامية، وتخدير ضمير الأمة، وإلهاء شبابها وشاباتها، عن أهم التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ليس في العالم المحيط، بل في داخل كل قطر على حدة.

وبحسب الأحمري، أن عندنا غفلة، نحن العرب والمسلمين، عن الحس التاريخي وما يطرأ على الأجيال في تتابعها، وغياب المفاهيم ونسيان المبادئ بالتقادم، فالجيل العربي الجديد الذي لم يعش معارك المواجهة، والحرمان والطرد، ولم يشهد أباه يقتل أو أرضه تغتصب، أو داره تهدم، لن يكون إحساسه بالأمر كالذين شهدوا الحدث، وذاقوا مرارة الهزيمة. هذه الغفلة، ليس لها نهاية إلا بالتوعية المستمرة وبالحديث تلو الحديث عن الحق العربي الفلسطيني وواجب النصرة، والدفع بعيداً بخزعبلات التطبيع والتطويع، فذلك «للجحوش» كما يبين أهلنا في ريف فلسطين الحبيبة!

في عصر الردة، سقطت كلمة التطبيع أو استبدلها العرب بكلمة «لا» لقول لا للأميركان... لا لقول لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني! وللكلام بقية

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً