العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ

لعبة «جهال»

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

اضطررت للغياب يوم الأربعاء الماضي لأن أوقات المحاضرات كانت تتضارب مع امتحان منتصف الفصل الذي كنا نقدمه في المقر الثاني للجامعة بمدينة عيسى، لذلك فإن إحساسا بالذهول تملكني حينما خطوت داخل الحرم الجامعي بالصخير يوم السبت بعد عطلة نهاية الأسبوع، إذ لا توجد مساحة متاحة للتعليق إلا وحشر فيها ملصق انتخابي لأحد المترشحين تبرز منه صورته وبعض البيانات الشخصية إلى جانب الشعار الانتخابي.

ومن المؤكد أن التجربة الانتخابية هذا العام ليست كمثيلاتها خلال الأعوام الماضية، علما بأن هذه هي الانتخابات الثالثة التي أشهدها في جامعة البحرين، إذ إن أعدادا كبيرة من الطلبة الذين عاصروا التجارب السابقة ظلوا محتفظين برغبة داخلية في المشاركة «لمختلف الأسباب»، واستمرت هذه الرغبة تنمو طوال العام حتى حانت اللحظة المناسبة لهم، وكانت النتيجة أعداداً كبيرة من المترشحين، تعطي انطباعا أوليا مثل «ما شاء الله، حماس شبابي طلابي كبير و«يتعشم» المتأمل خيرا بأن هؤلاء الشباب بحماسهم وهمتهم «سيقلبون الدنيا» كما تذكر مطوياتهم أو كما تصف شعاراتهم الانتخابية في الملصقات.

لن ندعي أو لن يدعي أحد أنه يعلم ما تخفي نفس كل مترشح، ولا عن الهدف الحقيقي من وراء المشاركة، إلا أن بعض الأمور والمعايير تساعد في عملية تقدير وقياس مدى صدق المترشح في نواياه أم لا، وأهم هذه الأمور هي مدى حضوره ووجوده في كليته، ومدى تعاطيه مع مشكلات الطلبة وهمومهم ومشاركتهم إياهم.

إن العام الماضي جلب لنا الكثير من نقاط التعجب والاستفهام بالنسبة إلى الكثير من المترشحين، ولن اذهب بعيداً لتقريب المسألة، إلا أن أحد مترشحي كليتي لم أره في الكلية سوى يوم الانتخابات، حتى أنه كان غائباً في اللقاء المفتوح الذي تنظمه الجامعة بين المترشحين والطلبة، وكانت مرات لقائي به طوال العام الماضي - بعد فوزه - لا تتعدى المرات العشر غالبيتها في صورة «سلام، عليكم السلام». وأين الخلل؟ الخلل هو أن مشاركته تلك كانت بهدف دعم جماعة معينة ومساعدتهم في توزيع المناصب داخل مجلس الطلبة، من دون أن تراعي تلك الجماعة مقاييس مثل تفرغ المرشح وقدرته على التعاطي مع قضايا أبناء كليته حين تم ترشيحه.

نأمل أن تقود تجربة العام الماضي الطلبة لاختيار المترشحين الأكثر كفاءة، وخصوصا مع تفشي ظاهرة «المترشح الديك» وهي ليست مرضا مثل انفلونزا الطيور بقدر ما هي ظاهرة تجلت بشكل أكبر هذا العام من ظهور بعض المترشحين المتبخترين، كما يتبختر الديك في قن الدجاج، وذلك كي يلفت الأنظار إلى أن «الصورة المعلقة هي لي يا جماعة»، ولا اعتقد أن مثل هذه الظاهرة تحتاج إلى سؤال عن مدى صحيتها، إلا أنها تبشر أن «من هب ودب» قرر أن يرشح نفسه تمثيل الطلبة أصبح «لعبة جهال»

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً