العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ

أنشطة البحث والتطوير في العالم

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

نختتم في هذه الحلقة النقاش الذي بدأنها يوم السبت بخصوص قراءتنا لظاهرة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم، كما جاء في تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أو (الأونكتاد).

بحسب التقرير، فإن هناك توجها عالميا نحو تدويل أنشطة البحث والتطوير لغرض الحصول على ابتكارات جديدة. وقد ركز تقرير العام 2005 على هذه الظاهرة، مستخلصا نتيجة مفادها أن الشركات العالمية باتت تهتم أكثر من أي وقت مضى في القيام بعمليات البحث والتطوير في مختلف بقاع العالم مع التركيز على قارة آسيا على وجه التحديد. وباتت قارة آسيا (جنوب وشرق القارة على وجه التحديد) محط أنظار الشركات الدولية بسبب توافر الفرص مثل العمالة المتدربة ذات الأجور المنخفضة.

فورد، سيمنز، تويوتا

لاحظ تقرير «الأونكتاد» أن الشركات العالمية (أو عبر الوطنية كما يحلو له تسميتها) تتزعم عمليات البحث والتطوير على الصعيد الدولي. وتأتي شركة فورد (الأميركية) للسيارات في مقدمة هذه الشركات حيث أنفقت مبلغا قدره 7,2 مليارات دولار على البحث والتطوير. أيضا سجل التقرير قيام شركات أخرى عالمية بصرف أموال ضخمة على عمليات البحث والتطوير (شركة سيمنز الألمانية 5,7 مليارات دولار، شركة تويوتا اليابانية 4,6 مليارات دولار، شركة غلاكسو -سميث - كلاين البريطانية 4,4 مليارات دولار). بالمقابل أنفقت غالبية دول العالم (من بينها دول مجلس التعاون) مبالغ أقل على أنشطة البحث والتطوير مقارنة بالشركات العالمية.

كما لاحظ التقرير أن الشركات العالمية أصبحت تنشئ مراكز للبحث والتطوير في البلدان النامية ومن ثم تقوم بإدماج النتائج مع الجهود الابتكارية التي تقوم بها في البلدان الصناعية المتقدمة. بمعنى آخر، حتى الماضي القريب كان تركيز الشركات العالمية ينصب على إنشاء مرافق في مختلف دول العالم لغرض تكييف التقنية حتى يتسنى لها ترويج منتجاتها محليا. أما ما يحدث اليوم فهو أكثر بكثير من مجرد التكييف مع الأسواق المحلية، إذ يلاحظ أن أنشطة البحث والتطوير التي تجري في الدول النامية أصبحت متممة لعمليات شبيهة تجرى في الدول المتقدمة.

بحسب التقرير أنفقت الشركات التابعة الأجنبية ما قيمته 30 مليار دولار على أنشطة البحث والتطوير في العام 1993 داخل البلدان المضيفة. وقد ارتفع الرقم إلى 67 مليار دولار في العام 2002. كما ارتفع نصيب آسيا من مجموع الإنفاق العالمي من 2 في المئة في العام 1991 إلى 6 في المئة في العام 2002.

صعود الصين والبرازيل

يشير تقرير «الأونكتاد» إلى الصين على وجه الخصوص والتي باتت مركزا لعمليات البحث والتطوير للكثير من الشركات العالمية. فقد أنشأت شركة «موتورولا» الأميركية أول مختبر مملوك لشركة أجنبية في الصين في العام 1993. أما في الوقت الحاضر فهناك 700 وحدة تابعة لشركات عالمية في الصين تهتم بعمليات البحث والتطوير. والحال نفسه ينطبق على الهند والتي بدورها أصبحت مركزا مهما للأبحاث. يلاحظ أن الكثير من الشركات المهتمة بالمواد الصيدلانية مثل (فايزر وأسترا وغيرها كثير) باتت تستخدم الهند لبعض أنشطها البحثية. كما باتت منطقة جنوب شرق آسيا واحدة من أهم المناطق في العالم فيما يخص تصميم أشباه الموصلات. حقيقة فإن نحو 30 في المئة من الأنشطة المتعلقة بتصميم هذه السلعة الاستراتيجية تتم في دول مثل سنغافورة وماليزيا وغيرها في المنطقة.

من جهة أخرى، يلاحظ أن البرازيل أصبحت لاعبا مهما في مجال تصميم وصناعة السيارات. فقد سجل التقرير وجود منافسة حادة بين شركة «جنرال موتورز» في البرازيل مع الشركات التابعة للمجموعة نفسها والموجودة في أميركا.

ختاما، لابد من توجيه كلمة شكر إلى مجلس التنمية الاقتصادية لتنظيمه دورة متخصصة في فهم وتحليل أرقام الاستثمارات الأجنبية المباشرة. بيد أنه كان لافتا غياب مشاركين من غالبية دول منطقة غرب آسيا باستثناء ممثلين من سلطنة عمان

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً