بعد انقضاء أربع جولات، وتصدر بطل العالم الاسباني ألونسو صدارة المتسابقين وحلول البطل السابق شوماخر ثانياً. ومن بعدهما الفنلندي كيمي رايكونن، اتضح ان المنافسة ستكون شيئاً فشيئاً محصورة بين الابطال الثلاثة المذكورين على رغم تراجع الماكلارين هذا الموسم ولكن يبقى الفريق قوياً مادام يملك سائقاً بقوة ومهارة الجليدي كيمي.
وبعد عودة مايكل شوماخر إلى المنافسة، سيكون الصراع مريراً بينه وبين الفتى الذهبي ألونسو، والنقاط الـ (36) لألونسو ستكون مؤثرة لو تأخر مايكل في سباق اليوم أو خروجه من السباق، لأن ذلك سيزيد الفارق وبالتالي صعوبة المهمة في اللحاق بألونسو وخصوصاً أنه يملك أفضل سيارة لحد الآن (رينو) بعد النتائج التي شاهدناها.
وفي خضم ذلك، لا يعني المتسابقون الآخرون أي شيء بالنسبة إلى ألونسو ومايكل الا منافسة كيمي رايكونن الذي تراجع مستواه (كثيراً) وعلى رغم احتلاله المركز الثالث برصيد (18 نقطة) فإن اداء الفريق قياساً وعطفاً على مستواه في الموسم الماضي، لم يكن بتلك الصورة. فمن افضل وأقوى سيارة، تحولت إلى غير ذلك، ولم تعد الماكلارين السيارة الأفضل والأسرع.
وإذا كان الأمر متوقعاً على منافسة رايكونن والدخول طرفاً ثالثاً مع البطل السابق والبطل الجديد فإن سباق اليوم سيكون فرصة مؤاتية للفتى ألونسو...
سباق (نيوبرجرنج) يختلف تماماً عن سباق ايمولا (الإيطالية) ففي هذه الحلبة 15 منعطفاً باستطاعة ألونسو (لو حدث مثلاً) تنافساً ثنائياً بينه وبين مايكل - على غرار ما حدث في سباق ايمولا، فإن الأول باستطاعته تجاوز الثاني اذ اثبت فعلاً ان الرينو هي الأقوى والأسرع ولا اعتقد ان الخبرة والمهارات ستلعبان دوراً مؤثراً في هذا السباق، اذا سلمنا أن ألونسو لم يعد متسابقاً صغيراً كما يعتقد البعض (أنه مازال يفوز بالحظ)...
الفوز بالحظ لا يأتي الا مرة واحدة أو مرتين، ولكن ان تفوز في ثمانية سباقات بالمرتبة الأولى (ونقول حظاً) فهذا عين الخطأ، لأن الصدارة لا تأتي من احتلال المرتبة الأولى فقط، فهناك جمع نقاط، وقدر المستطاع - اذا كنت فناناً وتملك استراتيجية طويلة المدى - فما عليك الا ان تتبع افضل السبل، وهذا ما حدث لألونسو في الموسم الماضي على رغم قوة سيارة الماكلارين ومهارة كيمي رايكونن القياسية.
عموماً، لن نستبق الاحداث، فكل شيء في عالم الغيب، ولكن سباقات الفورمولا 1 تحتاج إلى نفس طويل جداً... وهناك مديرون فنيون يستطيعون ان يسيّروا سائقيهم إلى الأمان، شريطة ان تساعدهم بعض الظروف... اذا كان سباق ايمولا ابتسم لمايكل شوماخر لأنها الحلبة المفضلة له ولفريقه الفيراري، فعليه ان يثبت ذلك في سباق اليوم وإذا حقق ذلك، فإننا سنكون سعداء، لا لاحتلاله المركز الأول، انما لنرى تنافساً شريفاً بين فتى ذهبي صغير وآخر كبير...!
اما كيمي رايكونن، فلم نشاهد له سوى صورته المؤلمة وهو يجر آلام التقهقر لسيارته بعد ان كانت رقم (واحد) في كل السباقات والخطأ يرجع إلى الفنيين في الفريق، إذ ارادوا تكحيل العين ولكنهم (أعموها)... ومع ذلك يبقى رايكونن صعباً.
وأملنا الا نشاهد سباقاً مملاً على غرار ما حدث في سباق ايمولا عندما شاهدنا - ساعة تقريباً - بين سيارتين واحدة في الأمام والاخرى تلاحقها ولم نر أي شيء يذكر من الحوادث الأخرى في السباق، وكان السبب الحقيقي يرجع إلى مصوري السباق الذين تناسوا الـ (20 سيارة) الأخرى واعتقدوا ان السباق بين اثنين.
واثبتت تجارب سباق الأمس في حلبة «نيوبرجرنج» ان سباق اليوم سيكون ساخناً، إذ سيكون ألونسو أولاً، يليه شوماخر ثم ماسا... ومن دون شك ان السائقين حالياً هما الأفضل بعد تراجع مسستوى متسابق الماكلارين رايكونن إلى خلف المراكز الثلاثة الأولى... سباق اليوم هو رقم 755 على الحلبة التي يعود تاريخها إلى العام 1951.,, فهل يكرر مايكل فوزه الخامس عليها أم يكرر ألونسو فوزه في الموسم الماضي بسباق اليوم؟
العدد 1339 - السبت 06 مايو 2006م الموافق 07 ربيع الثاني 1427هـ