نشر ديفيد سيفري مقالا إحصائيا قارن فيه بين النسب المئؤية للغات التي تستخدم الويب بلوغ (blog). وديفيد هو مؤسس شركة تيكنوراتي (Technorati)، ومؤسس وعضو مجلس إدارة لينكس الدولية (Linux International). استخدم ديفيد برنامجا خاصا مكنه من متابعة وإحصاء عدد البلوغ واللغات المدونة بها. اكتشف ديفيد الكثير من الحقائق، من بينها أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2005 كانت نسب اللغات الثلاث الأول التي استخدمت الويب بلوغ في تدوين محتوياتها هي: اليابانية 31 في المئة، الإنجليزية 25 في المئة ، الصينية 25 في المئة. وفي يناير/ كانون الثاني 2006 تغيرت النسب إلى: اليابانية 32 في المئة، الإنجليزية 31 في المئة، الصينية 17 في المئة. وفي مارس/ آذار كانت النسب: 73 في المئة، 31 في المئة، 15 في المئة على التوالي. في الحالات الثلاث، لم تتجاوز اللغات الأخرى بما فيها لغتنا العربية التي نتباهى بها أمام الأمم الأخرى، 2 في المئة.
ديفيد يعترف أن هناك بعض الثغرات في البرنامج الذي استخدمه لجمع تلك الأرقام ومن ثم النتائج التي توصل إليها بمقتضاها، لكنه يؤكد، ونحن نتفق معه في ذ لك، أنه في الوسع الاستفادة منها كمؤشرات.
وأول ما تبادر إلى ذهني كمؤشر هو أننا إذا تجاوزنا اللغة الإنجليزية التي يستخدمها الكثيرون فيما يدونونه على الويب، والصينية التي يقف وراءها ما يربو على البليون شخص، ووصلنا إلى اليابانية، فكلنا يعرف أن عدد سكان اليابان لا يتجاوز 128 مليون نسمة، مقارنة مع العرب الذين بدأ عددهم يتجاوز ثلاثة أضعاف اليابانيين على أقل تقدير.
وفي الوقت ذاته يصل حضورهم مع لغات أخرى (إذا استخدمنا ما جاء به ديفيد كمؤشر) أقل من 3 في المئة من الحضور الياباني.
استبدت بي موجة من الحسرة لم ينقذني منها سوى استدراكي بأن اليابان تعتبر بحسب ما ورد في موسوعة ويكبيديا. كوم (http://en.wikipedia.org/wiki/Japan) قوة اقتصادية عالمية تحتل المكانة الثانية بعذ الولايات المتحدة، تمتلك مواهب وسلوك مهني راق، وبحوزتها قدرات تكنولوجيا في غاية التقدم، لكن مخصصاتها للدفاع متواضعة. نجحت اليابان في الخروج من كبوتها الاقتصادية التي ألمت بها في نهاية القرن الماضي، لتحقق نموا اقتصاديا نسبته نحو 3 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي، وهي نسبة تفوقت فيها على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي مارس/ آذار الماضي أظهر مؤشر سعر المستهلك نموا إيجابيا للمرة الأولى منذ 8 سنوات. حاولت ان أعزّي النفس... فقلت في داخلي... لكن اليابانيين ليست لديهم قضية، بينما نحن لدينا الكثير من القضايا التي تنمو بدلا من النمو الاقتصادي أو النمو اللغوي على الويب، بشكل فطري (نسبة إلى نبات الفطر)، وهي سبب كافٍ لتضعنا في المكان الذي نحن فيه
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1339 - السبت 06 مايو 2006م الموافق 07 ربيع الثاني 1427هـ