العدد 1339 - السبت 06 مايو 2006م الموافق 07 ربيع الثاني 1427هـ

المحافظة على الأمن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في الأسبوع الماضي كان في استضافة «الوسط»، برعاية عدد من المؤسسات الرائدة، نائب رئيس الوزراء الماليزي الأسبق أنور إبراهيم، الذي تحدث خلال عدة ندوات عامة وخاصة عن قضايا عدة. وواحدة من القضايا التي ترددت على لسانه أن المعارضة والحكومة مسئولتان عن «المحافظة على أمن واستقرار البلاد»، كما ان الاثنتين (المعارضة والحكومة) مسئولتان أيضاً عن «دعم برامج التنمية الاقتصادية».

والفكرة التي تعرض لها أنور إبراهيم محورية، لأنه من دون أمن واستقرار فإن الحكومات تلجأ إلى قوانين الطوارئ، ومن دون نمو اقتصادي فإن الجميع سيتألم لازدياد البطالة والغلاء وانخفاض مستوى المعيشة.

والفكرة أيضاً هي أن مساندة المعارضة لاستقرار البلاد ومساندتها للتنمية الاقتصادية تفسح المجال بصورة مباشرة للمطالبة بالحريات العامة والاصرار عليها. فالأجواء الديمقراطية في بلد آمن من شأنها أن تصعد بمستوى الأداء الوطني إلى الأعلى، كما أن هذه الأجواء السياسية الانفتاحية تتطلب متنفساً اقتصادياً، فالجائع والفقير والمحتاج ليس لديهم وقت للتفكير في موضوعات الشأن العام إلا من خلال أساليب الرفض والانتفاضة والثورة، ولذلك فإن دعم المستوى المعيشي للمواطنين ودعم برامج التنمية الاقتصادية يعني صعود الطبقة الوسطى التي يعول عليها دائماً تحمل مسئولية الاصلاح على أساس العمل السياسي السلمي.

التحدي الأكبر أمام المعارضة هو أن تطرح نفسها بصفتها المحافظ على أمن البلاد، والداعم الأكبر لبرامج التنمية الاقتصادية، وأنها أيضاً تمسك بزمام الريادة فيما يتعلق بالمطالب السياسية المشروعة باتجاه مزيد من الحريات العامة ومزيد من المشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات.

التحدي الأكبر أمام الحكومة هو أن تحافظ على أمن واستقرار البلاد من دون الحاجة إلى أساليب القمع ومن دون الحاجة إلى إنزال الجيش ومن دون الحاجة إلى الدخول في مواجهات مع فئات هنا أو هناك. فأسهل شيء لدى أي حكومة هو إنزال قوات الأمن أو الجيش واستخدام وسائل القوة... فهذه جميعها تتفوق فيها الدولة لأن ذلك من أركانها الاساسية... ولكن الأنظمة الأكثر تطوراً هي التي تستطيع أن تحتوي مشكلات الأمن والاستقرار من دون الإضرار بالحريات العامة.

رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونيستون تشرتشل، وهو الذي قاد بريطانيا من الهزيمة إلى النصر في الحرب العالمية الثانية، قال إنه يفتخر بأن بريطانيا مرت بتلك الفترة العصيبة من دون أن يؤدي ذلك إلى إلغاء الحياة البرلمانية ومن دون مصادرة الديمقراطية. وهذا هو النصر الحقيقي... لأن كثيراً من الدول ربما تستغل مرورها بأزمة هنا أو هناك لكي تفرض الدكتاتورية على شعبها... أما أولئك الذين ينتصرون على المستويين القريب والبعيد فهم الذين لا يتنازلون عن أمن بلادهم، ولا يتنازلون أيضاً عن الحريات التي اكتسبتها شعوبهم بعد مسيرة حافلة من النضالات والتضحيات

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1339 - السبت 06 مايو 2006م الموافق 07 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً