غداة إعلان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة غير مستعدة للدخول في حوار مباشر مع إيران بشأن برنامجها النووي، وردت دعوة مضادة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لحل الأزمة وتجاوز الخلاف الأميركي الأوروبي بشأنها.
وقال عنان في مقابلة مع محطة تلفزيونية أميركية إن الإيرانيين يعون جيداً أن الأوروبيين الذين يتحاورون معهم يأخذون دائماً بالمشورة الأميركية، وبالتالي فمن المفيد أن يكون هناك حوار مباشر بين واشنطن وطهران.
وتأتي تصريحات عنان متزامنة مع بدء سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن اجتماعاً لبحث الملف الإيراني فيما أعرب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون عن أمله أن يعقد مجلس الأمن جلسة علنية «لنعرف إلى أين وصلنا».
وتجري الدول الخمس مشاورات مكثفة على مشروع قرار بموجب الفصل السابع يجيز فرض عقوبات على طهران واستخدام القوة في مرحلة لاحقة، إذا لم تمتثل للمطالب الدولية وتوقف تخصيب اليورانيوم.
تطورات الأزمة النووية الإيرانية تشبه كثيراً في تداعياتها مجريات الأزمة الغربية مع العراق بقيادة الولايات المتحدة قبل الحرب، وما يبدو اختلاف في المواقف ووجهات النظر بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية في شأن كيفية التعامل مع طهران يجب ألا يخدع حكومتها وبالتالي الدول المجاورة لها.
سيناريو الحروب المتكررة في العراق يؤكد أن كل هذه المناورات والخلافات الظاهرة في الشأن الإيراني حالياً ستزول في لحظة وتجني من خلالها الدول التي تتبني مواقف معارضة للخطط الأميركية ثمار ذلك تنازلات تقدمها واشنطن لهم تخدم مصالحهم الخاصة وبعدها تسقط كل الشعارات المرفوعة وتدفع الشعوب المغلوبة على أمرها الثمن.
على إيران ألا تركن للمعارضة الروسية الصينية لخطط واشنطن لأن تلك الدول ستعلن في لحظة الحسم، وعقب حصولها على مبتغاها، امتناعها عن التصويت بدلاً من استخدام حق «الفيتو» المتاح لها لحفظ ماء وجهها وستترك المسرح للولايات المتحدة ومن يتحالف معها للانفراد بالقرار وتحديد مصير إيران ولكم في العراق عبرة
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ