العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ

في زمان الخرم برم

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

الممثل الراحل نجيب الريحاني كانت له دائماً جملة مشهورة يقولها: إن لم تكن لي والزمان خرم برم، فلا تكن لي والزمان ترللي... الله يرحمه فقد كانت كلماته لها الكثير من المعاني والدلائل التي كان يعاني منها في تلك الأيام الماضية، ولكني أذكرها بداية اليوم لأني وجدت فيها الكثير من المعاني التي يريد أن يرسلها الفرد البحريني لجميع المسئولين عنه في الدولة...

أنا أعتقد بأن الممثل الراحل كان يوجه كلامه للنقود «وهي العنصر الأساسي للحياة البشرية». وكان يقول للدينار إن لم تكن لي عندما أكون فقيراً والظروف المعيشية كلها ضدي، وأنا محتاج لك بشدة، فلا تكن لي وفي جيبي عندما أكون غنياً والظروف المعيشية كلها مهيأة لي بكل يسر... وهو كلام يسري أيضاً على الأحباب والأصدقاء والأقارب، فإن لم يكونوا مع الإنسان في وقت الحاجة لهم ويقفوا معه لكي يسندوه، فإن حاجته لهم تنتفي عندما يريدون الوقوف معه والزمان والمكان يعمل في صالحه...

الآن... وفي هذه الأيام... المواطن البحريني يعاني الأمرين من قلة الأعمال المعروضة في السوق البحرينية والتي تغني عن العوز ومد ذات اليد وتشبع من جوع، والأجنبي نراه يتبختر أمامنا بالوظيفة الجيدة «لا بل الممتازة» وذات المردود المالي الكبير... البحريني «وتحت وطأة الديون» يقبل بأقل القليل من الوظائف المتدنية، والأجنبي تكون له الكثير من الامتيازات الوظيفية في علاوات السكن والنقل و و و... المواطن البحريني يتوظف ويعمل في الوظيفة نفسها مع الأجنبي الذي يعيش ويسكن في البنايات الشاهقة والجديدة وعلى حساب جهة العمل، بينما البحريني يعيش في الخرائب السكنية...

ماذا يقول البحريني لوزارة العمل غير: إن لم تكونوا معي والزمان خرم برم فلا تكونوا لي والزمان ترللي... إن لم تساعدوني يا وزارة مسئولة عن معيشتي وراتبي الآن وأنا متورط مع عائلتي فمتى تعتقدون بأنكم ستتحركون؟ وزارة العمل هي المعنية الأولى بالحياة المعيشية لغالبية السكان في مملكة البحرين... إن كان رب العائلة موظفاً وبراتب محترم فإن حياة جميع أفراد العائلة تختلف عنها عندما يكون فقط موظفاً وبراتب متدن...

وزارة العمل في هذه الأيام مشغولة فقط بإيجاد وظيفة لكل بحريني عاطل عن العمل، وهذا شيء ليس بالجيد أبداً... وزارة العمل تريد رفع الخطوط البيانية لأعداد الموظفين فقط، وهذا ليس هو الحل الناجع للمشكلة... الحلول تكون أولاً في المحافظة على العامل البحريني في مكان عمله، وذلك «على الأقل» في مساواته مع العامل الأجنبي الذي يعمل معه في المكان وبالوظيفة نفسها، ثم الانتقال إلى توظيف البحرينيين وبعقود ورواتب مجزية... أقل ما فيها أن تكون رواتب تفتح البيوت وتستر العائلات...

وزارة العمل اليوم واضعة جل اهتمامها في إيجاد الوظائف المتدنية لعموم البحرينيين المحتاجين، وهي غافلة عن أمور كثيرة وتجاوزات تأتي من قبل شركات كبيرة ضد الموظف الذي هو مواطن بحريني... هي غير فاضية هذه الأيام لسماع المشكلات، ولا تلتفت أصلاً لمن يقول لها إن هناك مشكلة ما تحتاج إلى حل...

الدليل الموجود لدي على ما قلته سابقاً هو المقال الذي كتبته في الأسبوع الماضي عن الفروقات الكبيرة لرواتب الموظفين البحرينيين مقابل نظرائهم من الأجانب في إحدى شركات الطيران... وكذلك الفروقات الشاسعة في صرف العلاوات والامتيازات بين البحرينيين والأجانب في الشركة نفسها... وكذلك التجاوزات في توظيف بعض الأجانب الموجودين في البحرين على كفالة أناس آخرين، وهو شيء ممنوع...

بعد كل الذي ذكرته في مقال الأسبوع الماضي وأثبته بالحجج والبراهين، فإن وزارة العمل لم تحرك ساكناً «وحتى لم تسأل» وكأن الكلام لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد... وكأن دورها في الحياة البحرينية هو فقط إيجاد أعمال للعاطلين، أما الموظفين البحرينيين فعليهم أن يحمدوا ربهم لأنهم حصلوا على وظائف... والوزارة تعتقد بأن الموظفين البحرينيين في هذه الشركة هم فقط يتدلعون ولا يحمدون ربهم ولا يشكرونه، وهي تعتقد بأن مطالبة البحريني بمساواته مع نظيره الأجنبي تعتبر ضرباً من الخيال...

منذ أن كتبت المقال في الأسبوع الماضي وحتى الأمس، كانت تصلني الكثير من الحقائق والشكاوى على هذه الشركة... وأنا أفضل ألا أكتب أو أنشر أي شيء من الإساءات التي تجري على الموظف البحريني انتظاراً لما ستعمله وزارة العمل، أو ما ستتخذه من إجراءات..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً