بالأمس الأول أحيا أهالي كرزكان ذكرى استشهاد فاضل عباس ونضال النشابة وأعادوا إلى الناس ذلك المشهد المأسوي الذي وقع فيه فاضل مدرجاً بدمائه نتيجة «خوف» قوات الأمن ذلك الوقت من كل من يمشي في الظلام، واعتقادهم الدائم والراسخ بأن الجميع أعداء ينون الفتك بهم، هذا المفهوم السلبي في ذلك الوقت أدى إلى سفك الدماء وتصاعد الأزمة وسقوط الشهيد تلو الشهيد برصاص الأمن تحت حجة «الدفاع عن النفس».
أي دفاع عن النفس الذي يبرر لهم مواجهة العزل من الشعب بالنار والحديد، مرت الأعوام وبقية تلك الأيام ذكرى خالدة يتأمل فيها الجميع ليستفيد من دروسها وعبرها.
هذه الدروس والعبر غابت عن مفهوم المسئولين في هذا الوقت عندما طلع علينا وزير الداخلية في تصريحه يريد أن يقول من ورائه إن رجال الأمن مخولون باستخدام السلاح لحماية أنفسهم - وهذا حقهم - ولكن أيضاً نتمنى ألا تتكرر المشاهد المأسوية التي عاشتها البحرين في انتفاضة التسعينات عندما سمح لرجال الأمن بحماية أنفسهم فتمادوا في ذلك وأسقطوا الشهداء الأبرياء كما سقط الشهيد محمد جمعة لتدين المحكمة تصرف الداخلية واستخدامها العنف.
نعم نستنكر الهجوم على دوريات الأمن ومحاولة قتل الأبرياء، ولكن أيضاً ندعو رجال الأمن إلى ضبط النفس والتفريق بين من يستهدفهم ومن يمشي في الطريق حتى لا يتأزم الموقف ونعود إلى ما كان من قبل
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ