الأعمال الإجرامية التي تستهدف الممتلكات الخاصة والعامة وتسعى إلى جر الساحة إلى العنف مرفوضة ومدانة من جميع القوى الوطنية والدينية في البحرين. وهذا ما كان واضحاً يوم أمس في خطب الجمعة لعلماء الدين الذين يستمع اليهم أبناء الشعب، من بينهم الشيخ عيسى قاسم والشيخ صلاح الجودر والشيخ حميد المبارك والشيخ جمعة توفيق والعلماء الأفاضل الآخرون.
الشيخ عيسى قاسم تطرق إلى الموضوع يوم أمس ضمن خطبته التي غطت قضايا عدة، وقال بعبارات واضحة: «ان التعدي على المصالح العامة أو الخاصة، وعلى الأنفس من شرطة وغيرهم لابد أن يعلم الجميع بحرمته الشرعية الواضحة»، معلناً «نبرأ من التعدي على كل ما حرّم الله من دمٍ وعرضٍ ومال، ونشدّد على المؤمنين ألا ينساقوا وراء أعمال التخريب والإفساد المحرَّم، والأخذ بقول كل من هبَّ ودبَّ بمن فيهم من قد يكونون مندسّين، أو لا فهم لهم بالحكم الشرعي، أو لا وزن له عندهم وإن استغلوا عنوان المعارضة، ورفعوا الشعارات البرَّاقة».
الشيخ جمعة توفيق قال في خطبته: ان «ترويع الناس الآمنين هي أعمال مهما يكن فاعلها ومهما تكن حجّتُه ودافعه فهي تتضمّن مفاسدَ كبيرة وشرورًا عظيمة، فيها قتلُ الأنفس المسلمة ظلمًا وعدواناً، إنّ هذه الأعمالَ التي تفقدنا نعمة الأمن وتحصدُ أرواحَ المسلمين وتتعدى على ممتلكاتهم لا تقوم على أساسٍ شرعيّ، ولا تقبلها العقولُ السليمة والفِطرة السويَّة، وهي فِعلة مستهجنة شنعاء».
جمعية الوفاق أصدرت بياناً صريحاً وواضحاً أدانت فيه أعمال الاجرام والتخريب والترويع، كما أصدرت الجمعيات ذات الوزن الثقيل أيضاً بيانات الشجب والادانة التي لا تقبل اللف والدوران، والتي لا تبرر هذه الأعمال بأي شكل من الأشكال فليس هناك «ولكن...» عندما تتعرض حياة الناس للخطر أو عندما تتعرض الممتلكات العامة أو الخاصة للتخريب... فهذه جميعها مقدسات لدى المسلمين لأن المسلم - بحسب تعريف الرسول (ص) - هو من سلم الناس من لسانه ويده.
وفي تطور ملحوظ بدأ الأهالي بالتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وقد أصدر أهالي أبوصيبع بياناً أدانوا فيه أي أعمال حرق أو تخريب في منطقتهم، كما فعل ذلك أهالي بني جمرة، والمواقع الالكترونية لمختلف قرى البحرين مملوءة بالإدانات الواضحة والصريحة للأعمال الاجرامية التي تطول أمن البلد وتخدم أغراض البعض الذين لا يودون للبحرين وأهلها أي خير.
إن على الحكومة أن تستفيد من هذا الاجماع الوطني على إدانة الاعمال الاجرامية وان تبادر إلى فتح القنوات الحوارية مع كل الاطراف الوطنية، وهذه القنوات الحوارية الجادة هي السبيل الذي يحمي الحكم ويحمي المجتمع ويرفع من سمعة بلادنا، إذ يتوقع منا الآخرون أن ننتهج أسلوباً مختلفاً لمواجهة الاعمال الاجرامية بحيث نحافظ على ما تحقق من إصلاحات ولا نسمح بالعودة إلى قوانين أو ممارسات حال الطوارئ التي عانينا منها عقوداً من الزمن
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ