يعد الإعلام الإلكتروني من أكثر الوسائل الحديثة التي أضاءت المنافذ لحرية الرأي والتعبير، فلم يضع أمامه النظرة الاجتماعية الخاصة بكل مجتمع لتبدو عائقا دون شفافية المعلومة.
كما أعطى جميع الفئات حق الحصول على المعلومة من دون قيد أو شرط، وأسهم هذا الدور الذي اضطلع به الإعلام الإلكتروني في دعم دائرة الحوار والتعبير وتوسيعها، ومن ثمة تحريرها من سقف الرقابة المفروض على الإعلام المكتوب.
إلا أنه وعلى رغم الحرية الواسعة التي خلقها الإعلام الإلكتروني في إنشاء بيئة لجميع الأفكار والاتجاهات وعرض الآراء بأية طريقة وأي توجه، برزت مشكلة اختلاط الحابل بالنابل، اختلاط الصدق بالكذب في الواقع التقني فكل إنسان ومن خلال معرفته لمبادئ الانترنت الأساسية بإمكانه فتح موقع يبث فيه ما شاء من معلومات، وينتج عن ذلك عدم معرفة مدى صحة المعلومة أو دقتها، ليتم التشكيك في صدقية الخبر الإلكتروني، فبدلاً من أن تكون المواقع والمنتديات الإلكترونية الوسيلة الأسرع في متابعة الحدث الصادق وتقديم المعلومة الصحيحة ، أصبحنا نرى عبر شاشات حواسيبنا سطوراً من الأخبار بصورة سريعة وكماً هائلاً من المعلومات لكننا في الوقت نفسه وقعنا في متاهات صدقية المعلومة الإلكترونية.
وما يخفف من شكوكنا في صدق الخبر تضمنه إلى صور وأفلام فيديو داعمة للخبر ولكن ما أن نتذكر التقنيات الحديثة والخدع السينمائية وتمكنها في تزوير الحقيقة حتى نعود مرة أخرى إلى متاهة البحث عن الحقيقية.
هذه المشكلة المتمثلة في صدقية المعلومة في الإعلام الإلكتروني لم تكن غائبة عن أصحاب المواقع الإلكترونية الذين يسهمون في تقديم الفكر الناضج والمعلومات الصحيحة ، فتراهم يبنون جسور الثقة بينهم وبين المتلقي من خلال التأكد من المعلومة أو الخبر بوسائلهم المتطورة قبل طرح المعلومات عبر مواقعهم وفي تسابق زمني سريع مقابل فئة قليلة تتعمد في زج الواقع التقني بمعلومات وهمية بغية اللهو أو التقليل أو لمساع وغايات يأملون الحصول عليها.
ويبقى الدور الأهم على وعي المتلقي في تحري صحة المعلومة وتوخي الدقة قبل الإيمان بها أو نقلها عبر القنوات الإلكترونية أو إلى العالم الواقعي وبذلك نقي العالم التقني من انتشار عدوى المعلومات الخاطئة
العدد 1337 - الخميس 04 مايو 2006م الموافق 05 ربيع الثاني 1427هـ