فرحنا نحن المشاهدين كثيراً عندما سمعنا ورأينا الحملة التصالحية التي دشنتها هيئة الاذاعة والتلفزيون حديثاً في أنها بدأت «على الاقل» تعترف بأنها من عداد المتخلفين إعلامياً، وهي خطوة تُحسب لهم، إلا أن المتتبع لنفسية المشاهد البحريني والتي «من المفترض» أن تكون هذه المحطة هي واجهته الاعلامية التي يطمح كثيرا إلى أن يراها في أحسن وأجمل صورها، ليبقى على المسئولين عن هذا التصالح معنا (المشاهدين) يشوبه شيء من الصعوبة في التطبيق حتى ولو افترضنا أنهم صادقون فيما وعدونا به من برامج «حيادية» ومُباشرة وراقية والأهم أنها مفيدة تمس هموم المواطن من قريب جدا ولا تصطف في طابور الأبواق الحكومية التي تنطق باسم الحكومة متناسية أصول المهنة التي تعمل فيها. هذا التصالح الذي سمعنا عنه ولم نر له أثراً مازال يشوبه الحلم على أرض الواقع... وحديثي هنا عن إذاعة القرآن الكريم مثال حي!!
فلا عيب أو غرابة أو إهانة لأحد أن نُذكّر بأن البحرين بها مذهبان رئيسيان مُعترف بهما والدليل هو وجود محاكم وإدارات أوقاف سنية وأخرى جعفرية، إلا أن المتتبع لإذاعة القرآن الكريم والمتتبع لهذه المحطة بالذات يلاحظ ومن دون أي لبس في أنها تُمثل مذهباً واحداً فقط لا غير وذلك من خلال إذاعة الاقوال والاحاديث والحكم والمواقف والقصص، فإذا كنت من متتبعي هذه المحطة الاذاعية فإنك لن ولن تسمع أحاديث للإمام علي أو جعفر الصادق (ع) أو أي من الائمة الاثني عشر، ولن تسمع أية مواقف تُذكر لأم المصائب زينب أو أحد ممن يعرف انتسابه إلى المذهب الجعفري. فمتى تحقق هيئة الاذاعة والتلفزيون مصالحتها الحقيقية، ونرى «الحيادية» وعدم «التمييز» الذي هو السمة التي يتصف بها إعلامنا... وإلا فمن حقنا أن لا نصدق هذه المصالحة التي تدعونها ونظل نُطالب بالمزيد!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1337 - الخميس 04 مايو 2006م الموافق 05 ربيع الثاني 1427هـ