تأجيل مجلس النواب لمناقشة مشروعي قانون الصحافة والطباعة والنشر لمدة أسبوعين - انقضى منها نحو أسبوع - جرى بما لا يشتهي الصحافيون، انطلاقا من قاعدة «وقوع البلاء أفضل من انتظاره»، ففي حين يستمر الصحافيون في طبخ أخبارهم - بحسن نية طبعاً - تقوم أياد أخرى على هيئة نواب «بطبخ» مواد مشروع قانون الصحافة، مع فارق أن «طبخة» النواب مازالت غير واضحة في نيتها، وفيما إذا كانت ستهدي الصحافيين طبقاً «مرا» أو «حلوا».

وليعذرني النواب على هذه النظرة الأقرب إلى «التشاؤمية»، فعلى رغم تطميناتهم التي لا تنتهي للصحافيين، ومحاولاتهم المستمرة للتأكيد للصحافيين على أنهم «صبروا وسينالون»، مازالوا بعيدين عن ثقة الصحافيين، فأية ثقة يطلبونها في ظل تعديلات على القانون تخرج من تلك الكتلة، لتصطادها كتلة أخرى وتعدل عليها، لتزعل أخرى على أنها لم تكن صاحبة السبق في هذه التعديلات - وأية تعديلات! - لتعلن أنها لن ترضى بهذه التعديلات التي «لا تنصف الصحافي وتؤيد حبسه وو...»، وتشد رحالها لإعلان تعديلات تؤكد أنها أفضل من سابقتها، ويظل القانون كإحدى المساحات - السهلة - المتاحة لتحقيق المزيد والمزيد من المزايدات التي لن تنتهي إلى حين انتهاء الاستحقاق النيابي.

وبالنسبة لي، فإن عدم اكتراث مجموعة من النواب بشأن المشروع، أو بمعنى أصح من كان «وجودهم وعدم وجودهم سيان» فليستبشروا أنهم سيتم ذكرهم بالخير في تاريخ الصحافة البحرينية، وحتى لا تزيد عدد «الطبخات» التي ينتظرها الصحافيون