مساء الأحد الماضي صدر في السعودية قرار ملكي ينص على خفض قيمة البنزين والديزل في حدود 30 في المئة من قيمتهما الحالية... وجاء في هذا القرار أن الهدف من هذا الخفض تحسين المستوى المعيشي للمواطنين في السعودية.
ولأنني أعد البحرين والسعودية بلداً واحداً، ولأنني أحب البحرين وشعبها الطيب، فإنني أخاطب ملك البحرين، الذي أحبه شعبه كثيراً، أن يوصل هذه المحبة وأن يقويها ويعمقها وذلك بالعمل على تخفيف معاناة المواطنين في دولة البحرين.
ملك البحرين جاء بإصلاحات كثيرة ووعد كذلك بمزيد من الإصلاحات، وهو - كما أجزم - صادق في وعوده وقادر على تحقيقها.
والإصلاح - أي إصلاح - لا يمكن أن يتحقق إذا لم يكن الشعب متفاعلاً معه، حريصاً على تحقيقه في واقع حياته، ولن يتم هذا الحرص إذا لم تكن الحياة التي يحياها الناس طيّبة بكل المقاييس.
الأمل في مملكة البحرين وحكومتها أن تعمل على إنهاء البطالة التي يعانيها جزء من أبناء البلاد، فلا يصح أن يبقى هناك عاطل والبلاد مليئة بغير أبنائها وكلهم يعملون في وظائف يمكن أن يقوم بها أبناء البلاد.
كم أحزن عندما أرى شباباً مؤهلين يمارسون أعمالاً وضيعة بحكم حاجتهم إلى الإنفاق على أسرهم، في الوقت الذي أرى آخرين من غير أبناء البحرين في أعمال أخرى جيدة، أبناء البلاد أحق بها.
إن الأمل معقود على جلالة الملك أن يحل هذه المشكلة التي تؤرق أعداداً كبيرة من مواطنيه، وهو - بحول الله - قادر على فعل ذلك.
الحياة الكريمة التي يأملها المواطنون لا تتحقق إذا لم يكن عند كل مواطن سكن يعيش فيه، يبني فيه أسرته ويربي فيه أبناءه.
الكل يعرف أن غلاء المساكن في البحرين يعوق الشباب عن التفكير في بناء الأسرة وفي الزواج، كما أن هذا النوع من الإعاقة يؤثر على نفسية المواطن ويعوق عطاءه بصورة واضحة.
والأمل - مرة أخرى - معقود على جلالة الملك كي يسهل على مواطنيه هذا الأمر ليحصل كل فرد على سكن ملائم، وهو قادر على ذلك بإذن الله.
وإذا كنا نتحدث عن غلاء البنزين والمساكن، فإن الكهرباء والماء بحاجة إلى إعادة النظر في أسعارهما... لا يمكن لأحد أن يعيش من دون ماء أو كهرباء، وليس كل أحد لديه القدرة على دفع كلفتهما، وخصوصاً أن مطالب الإنسان ليست محصورة فيهما، فهناك أشياء أخرى كلها بحاجة إلى مصاريف.
وإذا كنت أتحدث عن الإصلاحات المنشودة التي يتطلع إليها المواطن في مملكة البحرين، فإنني لا أنسى الإصلاحات الصحية التي يحتاج اليها كل أحد.
أعرف أن العلاج في البحرين يحتاج إلى مصاريف باهظة، وأعرف أن المستشفيات الحكومية لا تستوعب كل المرضى، ومن هنا فإن الالتفات إلى تمكين كل مواطن من الحصول على علاج صحي جيد مطلب لا يمكن التهاون به.
في كل بلاد الدنيا المتقدمة يجعلون التعليم والصحة حقاً لكل مواطن وليس مِنّة من الدولة، وهم حينما يفعلون ذلك يدركون أن أي مجتمع لا يمكن أن يتقدم أو ينمو إذا كان أبناؤه مرضى وجهلة في الوقت نفسه.
والبحرين دولة متقدمة تملك العقول الجيدة والإرادة القوية وليس من الصعب تحقيق هذه المطالب لشعب البحرين.
إن المواطنة الحقة لا يمكن أن تتحقق إذا لم يحصل كل مواطن على حقوقه، والحاكم - كل حاكم - يهمّه أن يكون مواطنوه مخلصين، والبلد - أي بلد - لا يمكن أن يُبنى بصورة جيدة إذا لم يكن مواطنوه مخلصين.
مرة أخرى، نريد من البحرين أن تكون مثل شقيقتها السعودية، وأن تتنافس كل منهما في الخير وفي تقديم كل شيء صالح إلى شعبيهما... الإمكانات موجودة فمتى يتم تحقيق المراد؟
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ