العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ

الشغب في البحرين والحماية العسكرية الأجنبية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إنه ليس بمستغرب أن من يسمع عن الحرائق والشغب في البحرين هذه الأيام أن يكون من عمل جهات متآمرة من مصلحتها هز الاستقرار الأمني والرخاء وذلك لاتهام جهات أخرى قد تكون بريئة لكنها قد يشار إليها بالبنان على أنها المذنبة لغاية تدميرية أخرى أكبر حجماً في المنطقة، وخلق الفتنة الطائفية. كل ذلك يحدث من الدول الكبرى مثلاً حدث في العراق حينما بدأت المعارضة تطلب العون لحمايتها من شرور صدام الآنية غير مدركة للشرور العظمى التي كانت تنتظرها.

إن التاريخ الأسود والمشبوه لأميركا وبريطانيا يجعلنا نحكم بصورة أكثر وضوحاً مثلما ترينا الحقائق مدى تغلغلهم في نشر الفساد العالمي. وكل الدراسات والكتابات الصادرة من قبل المفكرين الغربيين والفلاسفة الشرقيين تؤكد أن هذه الدول ليست إلا دولاً استعمارية شديدة الوقاحة ولا تهمها إلا مصلحتها الذاتية. وهي شديدة التخطيط لأغراضها الدنيئة وبسنوات قبل الانقضاض على فريستها، وذلك بعمل المؤامرات وتفتيت الشعوب أولاً عن طريق الطائفية ولبس لباس الحمل وتغطية الأنياب البارزة بحجة إنقاذ المنطقة وتعزيز الديمقراطي. وعلني اسرد باختصار بعضا من فضائحهم التاريخية:

- قيام بريطانيا إبان استعمارها لبلدنا العربية بتجزئتها إلى دويلات لتسهيل مهمتها لاستنزاف خيراتها وسهولة السيطرة عليها.

- قيام بريطانيا بزرع «اسرائيل» وتشريد الشعب الفلسطيني ثم تغذيتها عسكرياً ومادياً وفضيحة بيعها سراً الماء الثقيل بعشرين مليون جنيه استرليني في مطلع الخمسينات لصنع القنبلة النووية لهو انتهاك شديد لكل الموازين الدولية! و هذا يشبه ما فعلته أميركا (الأم الحنون) بالهنود الحمر (سكنة أميركا الأصليين) وتشريدهم وإبادتهم والتمثيل بجثثهم ونزع جلود رؤوسهم لاخافتهم بهذه الوحشية والاستيلاء على أراضيهم. وكيف جندت خمسة عشر ألف جندي من المرتزقة لمحاربة الجيش المصري في اليمن في الستينات.

- استعملت الباخرة «ليبرتي» للتجسس لصالح «إسرائيل» في حربها مع مصر. وآخرها وليس أخيرها غزوها العراق بكذبة وجود أسلحة الدمار الشامل وتفتيت الشعب العراقي وممارسة العدوان نفسه الذي تدربت عليه في حربها مع الهنود الحمر وبتكنولوجيا أكثر تقدماً وأكثر همجية ووحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا. أما حكاية قنبلة هيروشيما وملاحقة شعب بريء بدمار هائل على رغم تأكدها من أن اليابان ستستسلم فإن رغبتها الأكيدة في القتل والتدمير أعمتها عن أية حقيقة. ودمرت وشوهت وقتلت ما طاب لها فكيف نثق بدولة لها هذا الماضي المشبوه والمشوه؟ وكيف لنا أن نتساءل عن حق الشعوب في تقرير مصيرها في إدخال من تريد ومنع من لا ترغب فيه في الجلوس معنا والتعرف على كل أسرارنا وخبايانا، (إن كان لايزال عندنا سر)؟

إن الوجود والقواعد العسكرية والجيوش الجبارة هي التي ستقرر بداية النهاية بالنسبة إلينا كحضارة! ولنا أن نرى تكرار تجربة هيروشيما مع إيران... إنهم في الحقيقة برابرة هذا القرن وعلينا أن نتعلم الدروس من التاريخ الملطخ بالدماء والعدوان، وأن نبدأ تكوين الوحدة الإسلامية والعربية لحماية أمتنا من هؤلاء الغزاة الطامعين الذين تخلو عن الديانات السماوية فهم بلا رحمة أوشفقة، وقبل فوات الأوان

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً