العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ

عالم متغير اسمه «الإعلام»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

مع المتغيرات التي احدثتها ثورة المعلومات والتنافس الكبير الذي أوجدته مع مؤسسات صناعة الاعلام في العالم التي أصبح وجودها ضرورة أساسية لايصال المعلومة الى المتلقي، فقد أصبح نقل الخبر سباقا ماراثونيا لمن يفوز به أولا. وقد ساعدت التكنولوجيا الجديدة في حفز المؤسسات الإعلامية بشتى أنواعها على متابعة واقتناء الجديد تكنولوجياً، لنقل الخبر بأفضل صورة مرئية ومسموعة. حتى أن الأخبار ما عادت خدمتها تقتصر على المشتركين في الوكالات فقط بل أصبحت اليوم تتناقل هنا وهناك، إذ توجد أكثر من وسيلة لنقل الخبر. فلم يعد ممكنا لأي جهة كانت أن تغفل أو تحظر نشر أي خبر مهما حاولت.

صحافيو اليوم الذين مر عيدهم بالأمس وتعيش غالبيتهم في ظل الوعيد والتهديد وحتى القتل، لا يعتمدون على أسلوب الصحافة التقليدية، فالتوجه الاعلامي أخذت ملامحه تتغير وخصوصاً من بعد 11 سبتمبر/ أيلول، وأيضاً بعد الحرب الأميركية على افغانستان التي أوجدت منافساً جديداً على الساحة الاعلامية الدولية ألا وهو قناة «الجزيرة» القطرية التي أوجدت لها مكانا تتربع به على عرش الاعلام الدولي، الذي لم يكن لأي قناة فضائية أخرى غير أميركية أن تتربعه، وقد تكون شبكة «سي إن إن» الوحيدة التي ظلت مهيمنة لسنوات طوال وخصوصاً بعد الشهرة التي نالتها في تغطيتها لحرب الخليج الثانية العام 1991. ظهور«الجزيرة» كان احد العوامل التي دفعت لتغيير شكل الاعلام في المنطقة العربية، فهذه القناة المثيرة للجدل اخترقت كل ما هو مألوف في ساحة الاعلام المرئي العربي، بل أصبحت سهامها موجهة في كل بلد عربي معللة بذلك حرية الكلمة على طريقتها متجاهلة الحكومات وعرف إعلامها المعروف برسميته وبهرجته في أكثر الأوقات.

لقد أثارت القناة القطرية منذ بدء عملها في العام 1996 استياء عدد من الانظمة العربية التي عبر بعضها عن غضبه باستدعاء سفرائه من الدوحة، بينما منعت دول عربية أخرى اعتماد مراسليها لتحرمها من تغطية الحوادث مباشرة في هذه الدول... لكن في كل الاحوال فهي خطوة تحتسب لقطر بسلبياتها وايجابياتها، بدليل قرب انطلاق قناة الجزيرة الناطقة بالانجليزية الحاضنة لعمالقة الاعلام البريطاني والأميركي خلال الشهر الجاري.

إن وتيرة الاعلام تعد اليوم أحد أبرز الأدوات المحركة في اللعبة السياسية، فها هي بريطانيا وفرنسا تسعيان إلى تعزيز دورهما الاعلامي في الجانب المرئي عربيا، وذلك من خلال قرب عملهما لإطلاق قناتين تنطقان بالعربية الاولى بي بي سي عربية التي تعاود الظهور مرة أخرى والثانية قناة فرنسا الدولية... وهي توجهات وتغيرات لم تحدث إلا بسبب الحاجة إلى وجود إعلام ينافس ما هو موجود في الساحة العربية من عالم متغير وجد بعد حوادث سبتمبر..

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً