العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ

الحلم السينمائي البحريني إلى أين؟

محمد آل حيدر comments [at] alwasatnews.com

-

لعل الذي يبحث في تاريخ سينما البحرين والصعوبات التي لحقت به، يتعب بحثاً عن المصادر المكتوبة لقلتها، لذلك أحببت أن أقف على الحلم السينمائي في البحرين، في محاولة لجمع بعضه بين يدي القارئ. فمع مطلع الثلاثينات من القرن الماضي بدأ الحلم السينمائي يتجسد على أرض الواقع، عن طريق إقامة دور العرض السينمائية. فقد انشئت داران هما دار سينما المسرح الوطني ودار سينما عوالي، من خلالهما شاهد الجمهور البحريني لأول مرة العروض السينمائية، كما انشئت داران أخريان، هما دار سينما الأهلي ودار سينما المحرق. واتسمت فترة البدايات حتى الأربعينات بغلبة الأفلام التاريخية من قبيل أفلام «مجنون ليلى» و«ظهور الإسلام». وقد قاد طموح ثلة من الشباب الذين أحبوا أن يجعلوا للبحرين درة في الفن السابع في تاريخ السينما العالمية، إلى رسم مستقبلهم السينمائي بالدراسة في مجالات الإخراج والتمثيل لإثبات ذواتهم. ولعل الذي يتطلع إلى مستقبل مشرق في مجال الإخراج والتمثيل لا يركن إلى زوايا المسرح أو زوايا قاعات البروفات ولا يكون ممن يتلقى المشاهد بصورة تلقي كما كانت الأمور في حركة السينما بالبحرين، إذ سارت على أساس التلقي والمشاهدة من دون الإنتاج. ولكن المجموعات التي بدأت تدرس عموم الفن السابع وخصوصاً الإخراج، هم الذين يرسمون الخطوط العريضة لتاريخ السينما بالبحرين. إذ مع ابتداء عقد الستينات من القرن الماضي قامت شركة نفط البحرين بانتاج بعض الأفلام القصيرة ذات الطابع الاخباري و كانت هذه الافلام كالصحيفة السينمائية تعرض في دار عرض خاصة ببابكو أو للجمهور في الفضاء الطلق في بعض القرى.

ولربما غيب عدم التدوين والأرشفة الكثير من الإنتاجات الفردية وبقيت الإنتاجات التابعة للمؤسسات لما لديها من إمكانات من حفظ لتاريخها، وبزيارة للأفراد في بعض مدن وقرى البحرين والتعرف عن كثب على بعض المخرجين أو الممثلين تتعرف على الكثير من الإنتاجات الفردية التي لم تدون في تاريخ السينما البحرينية، ولذلك أتصور آن من اللازم ان تتوافر المؤسسة الرسمية لتسجيل كل عمل انتاجي سينمائي وتشجيعه سواء كان فرديا أو مؤسسيا.

وإذا كانت هذه الأفلام القصيرة تمثل البدايات الجنينية للانتاج السينمائي في البحرين، فإن هذه البدايات كانت تتميز بالطموح، إذ أعقب هذه المحاولات تأسيس أول شركة للأنتاج السينمائي هي «شركة الصقر للسينما ويعتبر مؤسسها خليفة شاهين أحد الرواد الأوائل الذين بادروا لانتاج اعمال سينمائية في البحرين وذلك بحكم خبرته في فن التصوير السينمائي الذي تحصل عليه أثناء دراسته بمدرسة ايلينغ اللندنية، ومن أجل اعطاء تجربته السينمائية مزيدا من الحضور والصدقية أسس أول صحيفة تعنى بشئون السينما في البحرين 1966. حقق شاهين مجموعة من الأفلام القصيرة التسجيلية وشارك بها في بعض المهرجانات العالمية، أما هذه الأفلام فهي «صور من الجزيرة» و «ناس في الأفق» و«الموجة السوداء» وعندما جاء فريق والت ديزني في مطلع السبعينات من القرن الماضي لتصوير فيلم «حمد والقراصنة» كان شاهين من بين المشاركين في تصوير هذا الفيلم. وبهذا الفيلم الأخير تنتهي حقبة، وتبدأ حقبة جديدة على طريق الانتاج وتدخل الى ساحة الانتاج السينمائي وجوه جديدة وشابة أمثال داراب علي الذي انتج بعض الأفلام القصيرة، لكننا لم نعرف عنها شيئا بسبب انقطاع صاحبها الى الدراسة في هوليوود، وابتداء من مطلع السبعينات ظهر شابان مولعان بالعمل السينمائي هما علي عباس، الذي سبق ان عمل مع داراب وزميله مجيد شمس، حققا أربعة أفلام قصيرة وفيلما تسجيليا واحدا، تتراوح مدة كل منها بين 10 دقائق ونصف ساعة وذلك في الفترة بين 1972 و1978 اما هذه الأفلام فهي «الغريب» ثم «الرجال الثلاثة» و«غدار يازين» و«ذكريات»، فاز الأخير بالجائزة الثالثة في مهرجان المحاولات السينمائية الشابة بطهران 1979.

وأخيرا تظل الأسئلة غائمة ومشوشة بشأن مستقبل تاريخ السينما في البحرين وإلى أين يسير، وخصوصاً في طل تحرك المؤسسة الرسمية لدعم القطاع العام والخاص في عملية الإنتاج السينمائي. وإن غياب وافتقاد صناعة سينمائية من مملكة البحرين يجعل من الضرورى إيجاد معهد للسينما، إذ إنه من الغريب أنه لم يتم إنشاء معهد حتى الآن ولم نر أي بداية، على رغم أن وجوده مهم جدا لصقل موهبة الشباب. فالموهبة وحدها لا تكفي، ومع الدراسة تصبح هناك ثورة سينمائية، وتجب ملاحظة أن المبدع البحريني قطع شوطاً مهماً جداً، إذ إن الأفلام البحرينية وحتى الإنتاجات البحرينية والمشاركات الفردية تشهد تطورا بشكل واضح

العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً