العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ

أثق بك، لكن دعنا نوقع العقد

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

منذ لحظتنا الأولى في الحياة نسعى إلى التقرب ممن يمكنه أن يحمينا ويوفر لنا الأمان والاستقرار. وكذلك نسعى لنحب من يملك القدرة والرغبة على أن يحبنا ويساعدنا في سلك طريقنا في الحياة. بالطبع نتحدث عن أهمية دور الأم والأب في استقطاب وتشجيع ميول أبنائهم الدراسية المهنية وغيرها. ونعلم بلا شك بأن حب الوالدين نعمة من نعم الله يحظى بها غالبية الناس، لكن ترى هل يكفي بأن يكون الأبوان المؤمنان الوحيدان بقدرات أبنائهم، ومن يشجعهم للوصول إلى القمة؟ الجواب يختلف من شخص إلى آخر، ولكن بشكل عام، التشجيع أولاً يأتي من باطن الشخص نفسه. فلا أحد يفهمك أفضل من نفسك، ولا شخص يمكنه أن يعلم إن كنت فرحاً، مطمأناً أو قانعاً إلا أنت.

لكن من جهة اخرى، العالم ليس مجرد أنت، ولا يدور حولك فقط. العالم ناس على كل الأشكال والألوان. من الطيبين إلى الحقودين، من الأغبياء إلى الأذكياء، من المتعصبين إلى المؤمنين، من المازحين إلى الحالمين، من النكورين إلى الشاكرين، من الانتهازيين إلى الكادحين. كل واحد منهم جزء من عالمك، عالم مشترك لا يمكن تقسيمه لطبقات )فالطبقات الاجتماعية يعتبر مصطلحاً معدوماً من المنطق عندما نترك كتب الاجتماع الأكاديمية وننظر إلى الواقع، إذ العلاقة بين العوائل لا تقتصر فقط على النظرة حول اختلاف الدخل، بل عن أكثر من ذلك.( لهذا قبل أن تسأل نفسك إن كنت سيد أحلامك وأهدافك، اسأل نفسك إن كنت تعرف كيف تميز بين الأشخاص الذين يحيطون بك. لأن المعارف والأغراب يمكنهم أن يساعدوا أو يعرقلوا طريقك نحو الإنجاز واجتياح الحواجز.

لكن الحقيقة هو أنه لا توجد طريقة واحدة للتعرف على الناس وتقبلهم والثقة بهم. كما يقال في عالم المال والأعمال، الثقة هي العقود، العقود، والعقود! فما بالك بتلك التجربة التي يمر بها كل منا؟ تلك التجربة عندما وضعنا ثقة عمياء في شخص استنزفنا وقام بخيانة الأمانة. تكون ضمن معاملة تجارية أو حتى علاقة خاصة، لكن النتيجة هي الخديعة والمكيدة التي تؤخرك عن إنجاز ما تريده.

فماذا تفعل في تلك الحال؟ تعلم. واسِ نفسك بوضع يدك على كفك وواصل حياتك، لأن واقع الأمر هو كما يوجد أناس أو شركات تنقصها القيم والأخلاق بقدر ما تنقص القمامة التي تدفن بها واجهة البلد البحرية، هناك أناس وشركات تسعى إلى مساعدة نفسها ليس بمحاربة أو محاولة تحطيم الآخرين، بل عن طريق مساعدتهم. وبما أنني أفضل التفاؤل، اعتقد بأن الميزان في نهاية الأمر دائماً يثقل أينما يشير إليه قلبك. فإن كنت من أصحاب القيم والأخلاق والنية الحسنة؛ وبمساعدة قليلة من العقود الصارمة والمفهومة، ستجد نفسك على الطريق الصواب دوماً إن شاء الله

العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً