العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ

استجابة سمو رئيس الوزراء للعائلة المنكوبة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كانت ترقب الفجر وعينها تتلمس أملاً عله يشرق من ثغرة جدار الحزن، علّ الأيام تلقي عليها وشاح سعادة لتستظل ذات يوم تحت شجرة من الفرح، أو تغادر هذا الكوخ المليء حزناً ووجعاً وألماً. من يصدق أن هناك امرأة بحرينية نسجت ولادتها مع ألم الفقر وطيلة العمر كانت إقامة جبرية قدرية على أسنان الوجع الذي لم ينتهِ حتى غرس أنيابه في جسد رفيق العمر. زوج تلاعبت به الأيام وتقاذفته محطات مليئة بالكوارث حتى أقعدته كسيحاً، مثقلاً بذاكرة تاريخية حروفها دموع، وكتابها قصة الحزن عندما تكتب أبجدياتها من وجع المحرومين، ومن آهات المسحوقين تحت حوافر أنانية هذا الزمن، الذي غابت منه كل ملامح الحب والرأفة والرحمة. إنها قصة البؤساء والمعذبين في هذه الحياة الذين يبحثون عن كسرة خبز، تقودهم إلى الاتصال برمق الحياة في قطار يطير في وطن هم منفيون فيه، على خريطة اقتصادية ليس لهم فيها غير رفع اليدين نحو السماء، علّ السماء تمطرهم برحمة الرب وابلاً من العطاء، أو يرأف بهم المزن. إنهم يبحثون - والأب الكسيح والأم الجريحة - عن بقية صبابة متبقية في إناء هذا العمر، عن لحظة فرح يكسر هذا الحزن اليومي من ضياع الأرض والمكان والمستقبل، المهدد بطوفان آخر من الحرمان، عن ابتسامة يعتاشون عليها بقية الحياة لذاكرة مازالت مثقبة بذكريات أيام قضوها بلا خبز ولا أمن سكن ولا حلم لأطفال، قضوا كل عمرهم بطفولة معذبة، لم يروا فيها يوما دمية، ولا أرجوحة مسلية. يترقرق الزمن دموعاً وهو يسمع الابن يتحدث عن أم بحرينية لم ترَ يوماً من الأيام صورة للبحر على رغم قربه من الدار، إذ كان الواقع المر وتحمل المسئولية يجرانها للوقوف منتصبة ساعات طوال لتبيع على الناس قليلاً من القناني الغازية تأخذ مقابلها دريهمات قلائل تستعين بها لسد رمق الأطفال الجوعى. كان اللقاء جنائزياً، بيد أن هناك بصيص أمل في أن يتغير هذا الواقع.

وتبقى صورة تراجيدية لا يمكن أن تنطفئ من الذاكرة... صورة امرأة بحرينية تقوم بغسل الأواني على طرف الشارع، وعلى قارعة الطريق، في عالم الكل يتكلم فيه عن حقوق المرأة البحرينية! إن كنا نريد خدمة المرأة البحرينية علينا الانفتاح على واقع آلامها وسنرى حزناً يقاس بالأمتار، فلنعمل على إزالته، ولنطفئ هذه الحرائق التي أذابت كل الفرح، وجعلت منها بشراً بحكم الموتى. بالأمس كتبت عن هذه العائلة، وهي من فريق من فرقان منطقة السنابس، وقد ناشدت سمو رئيس الوزراء بمنحها بيتاً، إذ تعتبر هذه العائلة من العوائل التي تستحق معاملة استثنائية، وخصوصاً أنها تسكن في دار آيلة للسقوط، وصاحب الدار يريد إعادة بنائها وبالتالي يستوجب عليهم الخروج وهم الآن في مأزق كبير، إذ إنهم رضوا بالهمّ في هذه الدنيا ولم يرض بهم.

بعد نشر مقال الأمس اتصل بي مكتب سمو رئيس الوزراء وأخبروني: أن سموه اطلع على المقال وأنه مهتم بالموضوع وسيتابع موضوع الأسرة شخصياً، وقد أمر الجهات المختصة بمتابعة هذه الأسرة البحرينية وأنه سيتم انتشالهم من واقعهم المرير بتوفير مسكن ملائم لهم.

بدوري اتصلت بالعائلة وقد فرحوا فرحاً كبيراً وأوصوني بأن أرسل برقية شكر وتقدير لسرعة استجابة سموه واهتمامه بهذه العائلة المنكوبة، وأنهم على يقين أن أيامهم المقبلة ستكون أياماً سعيدة، بعد أن تنتهي معاناتهم التي استمرت أكثر من 30 عاماً من الفقر والألم والحزن

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً