العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ

«هفكري»... في يوم الصحافة العالمي!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يحتفل العالم اليوم بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، وقد وجّه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان رسالةً أشار فيها إلى أن المعلومات أصبحت في متناول الجميع، بينما أصبحت «مدونات الإنترنت» تكمّل وسائل الإعلام الرئيسية.

وأعلن عنان عن تأييده الراسخ «للحق العالمي في حرية التعبير، بينما لقي الكثير من العاملين في الصحافة حتفهم، أو بُتِرت أعضاؤهم، أو احتُجزوا أو استُهدفوا بوسائل أخرى لأنهم يسعون إلى إحقاق هذا الحق بضمير حي». ولم يشر عنان إلى محاولات البعض التضييق على حرية التعبير ومنع المعلومات عن الصحافة، لسد الأبواب أمام نشر المعرفة وثقافة المساءلة وترسيخ قيم الإصلاح. وفي لفتةٍ أشبه بالتأبين، أشار إلى مقتل 47 صحافياً العام الماضي، بينما قتل 11 صحافياً ولم يمضِ من العام الجديد غير أربعة أشهر.

وفي عبارةٍ مؤثرةٍ جداً، قال: «إنه لشيءٌ مأسويٌ وغير مقبول أن يصبح عدد الصحافيين الذين يلقون حتفهم وهم يؤدون واجبهم مقياساً لحرية الصحافة». وهي إدانة للعقلية الإقصائية في التعامل مع الصحافة ووسائل الإعلام، سواء عند استهداف صحافي يغطي وقائع الحرب العدوانية الأميركية في العراق وأفغانستان، أو صحافي يعمل على نشر حقائق ما يجري في مجتمعه من صراع مصالح ورأس مال وطبقات وتمييز واستئثار بالثروات.

عنان أشار أيضاً إلى ما تتمتع به وسائل الإعلام من تأثير قوي على سلوك البشر، وفي تعزيز التسامح والاحترام وحرية الدين أو المعتقد. ومن هنا حثّ جميع الحكومات على «تأكيد التزامها بحق الحصول على الأخبار والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين». وفي المقابل، ناشد الجميع ممارسة هذا الحق بمسئولية، وحيثما أمكن ذلك. وأضاف: «لنعترف، أن وسائل الإعلام لا تنقل أخباراً عن التغيير فحسب، بل هي نفسها عوامل للتغيير. وعلينا أن نكون جميعاً ممتنين لما تقوم به الصحافة من عمل. وإني أثق بأن وسائل الإعلام ستواصل عملها، من دون أن تعوقها التهديدات أو الخوف أو عوائق أخرى».

هذا في الأمم المتحدة، وبالنسبة إلى رجلٍ يقف على قمة الهرم الدولي، أما من لايزال يعيش في قوقعته الحزبية، فيظن أن أفضل طريقةٍ لـ «تأديب» الصحافة على جرأتها في انتقاد أدائه البرلماني الهزيل، هو إصدار قانونٍ من العصور الوسطى.

هذا التيار الذي دخل السياسة على كبَرٍ وكبرياء، يظن أنه أمام مسئولية تاريخية، أرسله الرب لتحقيقها، وهي تكميم أفواه «الأوادم»، والتلويح بالجلد والحبس. وكل ما تتفتق عنه هذه العقول هو وضع العراقيل التي حذّر منها عنان، من تخويف وتهديدات، لتعود الصحافة إلى عصر الرقيق والاستعباد، ولتعود البحرين إلى الخلف خمسين عاماً.

اليوم، ستعقد «اليونيسكو» مؤتمراً دولياً في سريلانكا، بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، يشارك فيه أكثر من 200 شخصية إعلامية وأكاديمية وأممية من مختلف أرجاء العالم. وسيتم تقديم جائزةٍ إلى الإعلامية العربية مي شدياق، التي بُترت ساقها ويدها في تفجير سيارتها قبل ثمانية أشهر في لبنان. وفي المقابل... يخوض «النواب الأكارم» في البحرين معركتهم الجهادية الكبرى لإهداء الصحافة البحرينية «هفكري» العقوبات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً