أبدت دول مجلس التعاون رغبتها في تأسيس شركات موحدة للنقل البري والبحري. ورد ذلك في تصريح أدلى به الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية في أمانة مجلس التعاون الخليجي محمد المزروعي وجاء فيه «ان الأمانة تقدمت بمذكرة لإنشاء شركات موحدة للنقل البحري والبري بين دول الخليج». واستعرض المزروعي، على هامش اجتماعات الغرف التجارية الخليجية الذي عقد في أبوظبي أخيراً الخطوات التي قامت بها دول مجلس التعاون في مجال العمل المشترك وما يمثله من قوة إيجابية دافعة نحو التنمية الشاملة.
وقال لقد «تمكنت دول المجلس خلال نحو ربع قرن من العمل التكاملي من إنشاء منطقة تجارة حرة وإقامة اتحاد جمركي، إذ تشير البيانات إلى مدى تطور التجارة البيئية بين دول المجلس إلى أن هناك تطوراً ملحوظاً قد طرأ على حجم التجارة بين دول المجلس نتيجة قيام الاتحاد الجمركي في يناير/ كانون الثاني 2003».
وأضاف المزروعي لقد «حققت دول مجلس التعاون نسبة عالية من المتطلبات اللازمة لقيام سوق خليجية مشتركة وتسعى إلى استكمال متطلباتها قبل نهاية العام 2007، وإقامة اتحاد نقدي وإصدار عملة موحدة مع بداية العام 2010، بالإضافة إلى إنشاء الكثير من المؤسسات وتشجيع إقامة المشروعات المشتركة العاملة في مختلف مجالات العمل الخليجي المشترك».
وفيما يتعلق بمسألة الحدود وانتقال السلع، أوضح المزروعي، أنه قد تمت مناقشة هذا الأمر من أجل تسهيل انتقال السلع بين دول المجلس بما يخدم فائدة الدول ورجال الأعمال والاتحاد الجمركي، مشيراً إلى أنه لم يتم التطرق خلال الاجتماع إلى موضوع الحدود بين الإمارات والسعودية خصوصاً.
لسنا هنا بصدد تقييم إنجازات المجلس. لكن، وكما هو متوقع، نجد أنفسنا مرة أخرى أمام محاولة جديدة من الأمانة العامة ومن ورائها دول مجلس للقفز للأمام بدلا من التركيز على الأولويات، وتطوير ما هو قائم. فليس هناك خلاف على أن تقوم شركات ملاحة مشتركة بحرية كانت أم برية أم جوية، لكن كيف يمكن أن تنجح شركة موحدة من هذا النوع ونحن حتى الآن لم نوحد قوانين انتقال البضائع بين دول مجلس التعاون، أو بالأحرى قوانين تشغيل الشركات التي ستنقل شركات النقل الموحد تلك بضائعها ومنتجاتها.
وبعيدا عن كل ذلك، كيف بوسعنا أن نصدق نية حكومات دول مجلس التعاون في مشروعات مشتركة في النقل ونحن نرى شركة طيران الخليج تتشظى إلى شركات محلية بعضها في أحجام الأقزام؟ أليس المنطق يقول حافظ على القائم الذي بين يديك وطوره قبل أن تبدأ بالجديد الذي تجهله وعليك التكهن بعواقبه. وطيران الخليج أولى بذلك من غيرها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ