بالأمس كان الحادي من مايو/ أيار... وهو اليوم الذي تحتفل فيه جميع الدول باليوم العالمي للعمال... طبعاً البحرين احتفلت، وتكرمت الدولة باعتبار هذا اليوم من الإجازات الرسمية... ووزارة العمل أقامت احتفالاً خاصاً بهذه المناسبة، وبعد الكلمات الرنانة تم توزيع الشهادات فقط على العمال المميزين.
طيب وبعد الاحتفال والتكريم ما هو الشيء الإيجابي الذي حصل عليه العامل أو الموظف البحريني من دولته التي ولد وتربى فيها؟... وهل هو يعامل في وطنه مثلما يعامل الموظف الأجنبي؟ طبعاً من المفترض أن تكون المعاملة والرواتب التي تقدم للمواطن أفضل من تلك التي تقدم للأجنبي، ولكن لأننا متواضعون فإن مطلبنا هو أن يعامل الموظف والعامل البحريني بنفس معاملة نظيره الأجنبي الذي يعمل في البحرين.
بالأمس... وفي احتفال مبسط أقامته إحدى الشركات الوطنية لموظفيها بمناسبة يوم العمال، التقى عامل بحريني مع موظف أجنبي يعمل في الشركة نفسها... البحريني يسأل الأجنبي عن حجم الراتب الذي يتقاضاه، فقال الأجنبي: أستلم راتباً قدره ألفا دينار، وأستلم بدل سكن ألف دينار وبدل مواصلات 500 دينار وبدل مدارس لأولادي وبدل علاج لي ولعائلتي وبدل سفر لنا جميعاً وبدل بونس سنوي وبدل ساعات دوام إضافي... وأنت يا بحريني كم تستلم؟... فرد عليه البحريني: أستلم 200 دينار فقط لاغير... فسأله الأجنبي ثانية: مئتا دينار بدل ماذا؟... قال له البحريني: بدل ما أطر وأشحت!
العامل البحريني مخلص في عمله وهو ابن البلد وقلبه وقالبه مع البحرين، ولكن بلاده لا ترى ذلك وهي دائماً ما تكرم وتدفع للأجنبي أضعاف ما تدفعه للبحريني... الخير خيرنا، ولكنه مكتوب لغيرنا... ونحن عندما نتكلم وندافع عن المواطن البحريني في مقابل العطايا والمزايا التي يحصل عليها الأجنبي لا يأتي كلامنا اعتباطاً، ولكنه كلام موثق بالأدلة والبراهين... ونحن إذ نسوق هنا مثلاً لشركة بحرينية كبيرة (ونرجو منهم عدم الزعل) نريد من وزارة العمل أن تتحرى ما نقوله وتلزم هذه الشركة بتغيير أسلوبها في معاملة الموظفين البحرينيين عموماً... وخصوصاً في موضوع الرواتب.
الشركة هي رائدة في عالم الطيران، وحكومة مملكة البحرين هي المساهم الأكبر فيها، وهذه الشركة لديها الكثير من الموظفين الأجانب، وفي الوقت نفسه لديها الكم الهائل من الموظفين البحرينيين... الموظف الأجنبي الذي يعمل بها في وظيفة طباخ يحصل على راتب وقدره ألف دينار إضافة إلى سكن فخم وبه خط تلفون دولي، والاتصالات جميعها على حساب الشركة، ويعطى بدل مواصلات.
البحريني الذي يعمل في هذه الشركة وبالوظيفة نفسها (تقريباً) يكون راتبه 300 دينار وعلاوة اجتماعية 20 ديناراً فقط... وإذا استمر المواطن في عمله هذا أكثر من عشر سنوات فإن راتبه ومع علاوات الطيران سيصل إلى 700 دينار... ولكن هناك نقطة مهمة وهي أن الأجنبي في حال إجازته السنوية يكون راتبه الذي يتسلمه في اليد هو 1200 دينار، أما البحريني فإنه في حال الإجازة السنوية المفروضة عليه فإن الراتب المصروف له ينزل (وبقدرة قادر) من 700 دينار إلى 300 دينار فقط.
البحريني الذي لديه إجازة سنوية يحصل على تذاكر سفر... ولكنها تذاكر غير مضمونة، يعني بالحظ، يذهب إلى المطار ويمكن يسافر ويمكن لا، هو وحظه وحسب امتلاء الطائرة... أما الأجنبي العزيز (والذي يعمل بالمستوى الوظيفي نفسه) فإن تذاكر السفر له ولعائلته مضمونة وكاملة، يعني أن الأجنبي يسافر معززاً ومكرماً، والبحريني المسكين يتمرمط ويلاقي العذاب من الشركة الوطنية التي يعمل بها... هي لا تقدره بالدرجة نفسها التي تقدر فيها الموظف الأجنبي لديها نفسها، فأين وزارة العمل؟
هذه الشركة الوطنية لا تحاول توظيف البحرينيين، والموظفون البحرينيون الذين يعملون لديها لا تحاول أن تحافظ عليهم، وتتبع أسلوب عدم المساواة بينهم وبين أقرانهم في العمل من الأجانب، فهل هناك حل من قبل وزارة العمل؟... من يصدق بأن هذه الشركة جاءت إلى عدد من الموظفين العرب الذين يعملون بمطعم في البحرين برواتب شهرية قدرها 250 ديناراً وسحبتهم من عملهم ووظفتهم لديها برواتب شهرية قدرها ألف دينار، هذا غير المميزات المالية والعينية الأخرى التي ذكرناها سابقاً؟
ألا يوجد في البحرين مواطنون لديهم المواصفات المطلوبة لهذه الوظيفة؟... أين وزارة العمل من هذه التجاوزات، وهل هي لا تعلم، أم أنها تعلم وتسكت؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ