قد لا يكون الإعلان الرسمي عن مشاركة «الوفاق» في الانتخابات البرلمانية المقبلة خبراً مفاجئاً أو «فلتة صحافية» خارج النسق المعروف، ذلك أن الجميع يدرك أن الوفاق بهيكليتها الجديدة وبعد خروج الصقور عنها كانت تفصلها عن إعلان المشاركة مسألة وقت، لكن الاهم من إعلان المشاركة ما هي الصورة بعد هذا الإعلان، وكيف سينظر له الآخرون (الدولة والجناح الوفاقي المهاجر)، فهل ستقابل الدولة هذه الخطوة بجائزة مقدمة لكبرى الجمعيات السياسية، أم ستعمل من خلال بعض أجهزتها على إحباط المشاركة عبر تنفير جماهيرها من هذا الخيار؟
ما تبقى من وقت على إعلان موعد الانتخابات يستدعي من الوفاق دراسة متأنية لتركيبة الدوائر تنسيقاً للمواقف والإعداد لتحالفات من الممكن أن تفضي إلى الوصول إلى تركيبة برلمانية قوية، والواقع يشير إلى أن الوفاق لن تتحمل مغامرة الدخول إلى التجربة الجديدة بمفردها بمعزل عن رفقاء الدرب حتى لو كان بعض الوفاقيين يسيل لعابهم على الكعكة دون الآخرين، فخيار مثل هذا قد يورط الوفاق مع قواعدها الشعبية لاحقاً، وخصوصاً إذا كانت الحكومة معرضة عن التعامل الجدي مع المجلس الجديد أو أمام هزالة النتاج النيابي بعد 4 أعوام.
على كل حال فإن مشاركة الوفاق سينظر إليها بأنها ترشيد للعمل السياسي، وتأطير لحركة المطالبة التي ضحى تيار الوفاق من أجلها لعقود من الزمن، فنقل المعارضة من الشارع إلى القبة ليس أمراً يسيراً، فالعملية تحتاج إلى كثير من الجهد والعمل لإعداد برنامج واقعي للمشاركة يلامس جرح الشارع
العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ