أصبح عيد العمال مناسبة مهمة، فلم يكن الشباب منفصلين عن الحركة العمالية للمطالبة بالحقوق،وبهذا تحقق حلم العمال ليتحول إلى حقيقة، فجاء عيد العمال يلوح راياته في الأول من مايو كعيد عمالي رسمي بمملكتنا ليكون عيدا للتضامن من أجل العدالة الاجتماعية والسلام والتقدم، عيد النضال ضد الاستغلال والاضطهاد والتمييز.
وبعد أن تحول العمل العمالي الى عمل منظم وفق القوانين ذلك بفضل جهود العمال وسياسة قيادة المملكة الحكيمة، فإننا نستغرب من موقف الشريحة الكبيرة من الشباب في عدم تجاوبها مع هذا الحدث العالمي واتخاذها موقفاً سلبياً تجاه ذلك، فلم يعد لهذا العيد أي معنى بل أصبح وكأنه إجازة اعتيادية لا تمثل أية أهمية سوى الراحة فيها بالنوم إذ لم يعد هناك إدراك بأهمية هذا العيد ودوره في التغيير لحياة عملية أفضل من شانها أن ترتقي بالمواطن.
من يتتبع فعاليات عيد العمال يستطيع أن يقيم مدى تجاوب الشباب مع ذلك، فالمسيرات التاريخية الحاشدة التي كان يشارك بها الشباب لم يعد لها أي اثر، وعلى رغم وجود مسيرات منظمة من الاتحاد العام لنقابات العمال وبعض الجمعيات السياسية إلا أننا لا يمكن أن نقارنها بأي حال من الأحول بما كان عليه الحال في الفترات السابقة، فهناك قصور كبير وواضح من فبل المنظمين في استقطاب اكبر عدد ممكن للاحتفال بهذا العيد التاريخي، كما أنه لا توجد فعاليات احتفالية جماهيرية أخرى مصاحبة للمسيرة، وكأن العيد مقتصر فقط على إظهار مسيرة وحفلات التكريم على رغم أهميتها.
يبدو أن هناك صعوبة كبيرة في التواصل مع الشباب العامل لتوعيتهم بدورهم في عيدهم، فلا اعتقد أن المطالب العمالية انتهت أو إن الأوضاع الوظيفية أصبحت على أحسن ما يرام أو على اقل تقدير بأن العامل والعاملة لا يشعران بتقدير انجازه في العمل بهذا اليوم.
إن اقتصار الاحتفال بهذا العيد بإخراج مسيرة سنوية من دون الالتفات لبرامج وفعاليات أخرى تكون مصاحبة لذلك وتستهدف الجماهير العمالية بجميع أشكالها، أمر طبعاً أدى لضياع الجانب التوعوي لهذا العيد
العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ