إذا كان بإمكاننا أن نضع كلفة في كل مرة نؤجل العمل ليوم آخر نتفاجأ بالمبالغ التي يمكن توفيرها والاستفادة منها لأمور أخرى. الوقت كما يقال من ذهب، وكل دقيقة نضيعها في اللهو بدل العمل تحتسب ضد قدرة إنتاجنا وتطوير أعمالنا. المماطلة صفة توجد في كل واحد منا على مستويات مختلفة، تتغير بحسب المزاج، الظروف والأمور النفسية والخارجية. لكن لا تقلق، فالمماطلة ليست أمراً مهيناً لا يمكن التغلب عليه أو التخفيف عن وطأته. إذا أحسست بالذنب لقراءة صفحة الرياضة أو تصفح الانترنت لأشياء شخصية وقت العمل بقصد الفرار من إنهاء التقارير، إليك بعض النصائح من اختصاصي إدارة الوقت وضغوط العمل والحياة، جيم بيرد.
ربما سمعت بأن تدوين الأعمال التي يجب إنجازها هو بمثابة إكمال 50 في المئة من تلك الأعمال. لكن ينافي بيرد هذه النصيحة، ويقول إن تلك القوائم )to-do lists( تؤدي إلى التوتر وتراكم الأمور بعضها على بعض. ينصح بيرد باقتناء مدونة يومية مع صفحة أو صفحتين لكل يوم. ابدأ بتدوين كل عمل يجب إنجازه في صفحة اليوم الذي تنوي أن تكمله، ويفضل أن تقسم الأعمالا الكبيرة إلى أقسام صغيرة يمكن إنجازها على حدة. والمهم هنا هو أن تضع تاريخاً محدداً للانتهاء من تلك الأعمال، وأن تتعرف على جدولك يوماً بيوم، عالماً ما تنوي إنجازه ومتى، وليس فقط ما يجب إنجازه.
وإذا أتت أعمال جديدة مستعجلة عما دونته حالياً، دون الأعمال الجديدة في صفحات الأيام القريبة بينما أعد تدوين الأعمال غير الطارئة لأيام أخرى. وإذا وجدت بأن هناك أعمالاً دائماً تؤخر بسبب أعمال أهم، اسأل نفسك إذا حقاً هي مطلوبة، فأحياناً ستجد بأنك يمكنك التخلي عنها.
وحاول بأن تدون كل ملاحظة، رقم تلفون وعنوان في مدونتك. فعندما يأتي وقت الاجتماع لن تضطر إلى فرز أوراقك والبحث عن ذلك الرقم أو تلك الملاحظة التي كتبتها على محارم ورقية في مطعم ما! وهذا يأتي بنا إلى نقطة مهمة، وهي أن تستخدم مدونة يمكنك أخذها معك في كل الأوقات (تكون المدونات والمفكرات الإلكترونية الصغيرة أفضل من الورقية لهذا السبب). وقبل أن تدون عمل ما، خذ بضع ثوان لتسأل نفسك متى أو في أي يوم تريد إكمال هذا العمل، وبعدها دونه في الصفحة المناسبة.
وفي النهاية، يقول بيرد إن كل ما عليك عمله للتخفيف عن القلق وتيسير نمط عملك وعدم المماطلة هو أولاً أن تدون كل أعمالك بحسب الأيام التي تريد إنهائها وثانياً أن تستخدم مدونتك كل يوم. ابدأ صباحك بتفقدها، وانهٍ مساءك بتفقدها. هكذا تقترب أكثر من السيطرة على واجباتك المكتبية وحتى الشخصية في حياتك، وألا تجعلها مصدر توتر وضغوط نفس
العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ