كثير هم الذين تحسبهم أغنياء من التعفف، تقترب من معاناتهم تسأل نفسك: كيف لهؤلاء العيش مع هذا الغلاء؟ هناك عدد من المواطنين يحتاجون الى ترافع ودعم كي يتسنى لهم تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
ليت التأمين الاجتماعي أو التأمين بعد المرض أو على دراسة الأطفال أثناء فقدان الاب يصبح قانونا ملزما للمجتمع على الطريقة الاميركية أو الغربية. كثيرون من المواطنين يعملون طيلة اعمارهم ثم يصابون بانتكاسه مادية او صحية ثم يفاجأون بصدمة مالية كبيرة، يشعرون فيها بوحشة الدرب، وان العمر ذهب سدى. سائقو سيارة الاجرة مثال لهؤلاء. هذه الفئة تحتاج الى دعم الدولة والوقوف معهم. ليس من الانصاف أن يبقى هذا المواطن طيلة العمر يعمل وهو مستاجر لرقم السيارة ليتقاسم مبلغ التحصيل بينه وبين المؤجر. ذاك الرجل جالس في منزله، وهذا كالعبد يجلب الخراج ليوزعه بينه وبين الجالسين في البيوت يتسلمون الخراج من عرق وتعب الفقراء. بعد رجوعي من قطر من مؤتمر الحوار بين الاديان وفي ساعة متأخرة، قادتني المصادفة في مطار البحرين لاستئجار سيارة أجرة وكانت الساعة تقريباً الثانية والنصف فجراَ. ركبنا السيارة. رحت أستنطق السائق عن أحوال سائقي الأجرة، فراح يقص علي آلامهم ومنها ضغوط الحياة والحاجة الى التأمين، وخصوصاً اذا ماوصلوا الى سن متأخر. قال لي: هل تعلم أنك منذ الساعة العاشرة أول مسافر اقله، أي هذه أول رحلة إلي مند عدة ساعات! راح يقول لي: إن مشروع فورملا 1 مهم جداً واستفاد منه بعض البحرينيين، لكنه يحتاج الى تنسيق أفضل مع سائقي الاجرة، ويحتاج السواق الى دعم أكثر وأولوية في كثير من الأمور. السؤال: من لهؤلاء مستقبلا؟ كيف يدبرون حاجاتهم وحاجات أبنائهم؟ هذا الموضوع يقودني إلى بحرينيين يعانون الألم ذاته وهم من يعملون كعمال لدى الشركات فلا أحد يعرف كيف تؤمن حياتهم؟150 ديناراً غير كافية لحياتهم وللحصول على معيشة سعيدة. عندنا شركات تمتص قوة المواطن البحريني ثم تلقيه عظما في الشارع والويل لمن يصاب في العمل! من يؤمن هؤلاء الفقراء؟ وعندنا فئة أخرى هم الآخرون يجب أن ينظر اليها ديوان الخدمة المدنية وهم المؤذنون الذين يراد استثناؤهم من الكادر الوظيفي باعتبار أنهم لم يحصلوا على الاعدادية. أقول للديوان: ارحموا هؤلاء الفقراء ولاتستثنوهم. من لهؤلاء؟ بعضهم ترك عمله لأجل الالتحاق بالقطاع الحكومي فارحموهم.ان من حق هؤلاء المواطنين ان يعيشوا وان يؤمنوا حياتهم. إن أملنا كبير بديوان الخدمة ان ينظر لهؤلاء نظرة رحمة وأمل حتى يتسنى لهم الاقتراض أو مزاولة حياتهم بصورة أكثر أمناً.
الأوقاف الجعفرية نأمل منها أن تقف مع هؤلاء وتدعمهم وأن تتواصل مع ديوان الخدمة واذا تكاتفت الجهود سنصل إلى حل لهذه الفئة الفقيرة. أملنا في الحكومة النظر لهؤلاء وهم يرفعون رسالتهم إلى رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بالنظر إلى مطلبهم وتحقيق أملهم في عيشة كريمة. لقد التقيت ببعضهم وكتبوا رسالة يشكرون سمو رئيس الوزراء على الكادر ويأملون فيه التدخل ليشملهم موقفه الكريم وهم لهذا الموقف الكريم منتظرون. نقطة أخيرة أخاطب هنا وزارة «البلدية» والمجلس البلدي: هل تعلمون معاناة الموطنين في السوق المركزي؟ لماذا يبقى هذا المركز مهمولا بهذا الشكل؟ ذهبت في حينها وجلست مع بعض البائعين تنظر الى الواحد منهم تشعر بالفجيعة وانت تراه - على رغم كبر سنه - يتصبب عرقاً وحزناً أيضاً. السوق المركزي في الصيف يتحول إلى أفران غاز من الحرارة. أين هي البلدية والمواعيد وأين هو المجلس البلدي؟ الناس شبعوا كلاماً هل من تغيير لهذه السوق؟ هل يحتاجون إلى مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان لتغير وضعهم أم إلى وعود جديدة من المسئولين أو نواب في انتخابات جديدة؟ إنهم يشتعلون حزناً ووجعاً وألماً. هل تعلمون حجم خسائر البضائع التى يخسرونها في كل صيف بحريني؟ تحية لأبائنا في هذه السوق المعتق التي تحمل عظمة الأصالة ونكهة التاريخ وكذلك تراجيدية الحزن والألم
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ