لست من المتصيدين، كما أنني لست ممن يسعى إلى النزاعات والإثارة الطائفية، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه على كل من كان يصطاد في الماء العكر من قبل، ويتهم الآخرين بعدم الولاء للوطن لمجرد صورة رفعت هنا أو هناك لشخصية خدمت شعوبها ولم تضرها، بينما سكتوا عندما خرجت مسيرة قبل يومين لأطفال يرتدون «تيشرتات» عليها صور لقائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وهو غني عن التعريف به وبمنهجه وفكره وطريقة تعامله مع البشر.
أقلام كثيرة خرست، وصحف غضت البصر وحجبت الصور وحاولت تحسين الصورة وإظهارها من جانب آخر داعم لفلسطين. الشارع البحريني لم يعتد من قبل على هذا المشهد الذي يحدث ولأول مرة، وذلك بعد حملة التصعيد سواء التي خرجت من جبال أفغانستان أو من تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. والسؤال: هل تلك المسيرة ورفع الصور ضمن حملة مبرمجة ومتزامنة؟ أم أنها جاءت عفوية، خصوصاً أن القائمين على المسيرة جمعيتا الشورى الإسلامية والتجمع الوطني الدستوري بالتعاون مع حركة العدالة الوطنية.
طبعاً لست ضد اعتناق أي توجه أو موالاة أي طرف بغض النظر عن اعتقاداته التي قد تختلف مع اعتقاداتي وتوجهاتي، ولكن ضد استخدام العنف وقتل الأبرياء كوسيلة لاسترداد الحقوق، وضد الأقلام «العوراء» التي تكيل بمكيالين لتصرف واحد، إذ تتفنن في الهجوم على من يختلف معها وتغض النظر عن تصرفاتها
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ