العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ

البحرين في عيون جزائرية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

باحثةٌ جزائريةٌ شابةٌ اسمها أحلام يحياوي، تدرس في جامعة أوروبية، زارت البحرين قبل أسبوعين، لاستكمال مادتها البحثية للتحضير لرسالة الدكتوراه تحت عنوان «دمقرطة الشرق الأوسط... البحرين وقطر نموذجا». وخلال أسبوع واحد، التقت عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة من مختلف التيارات السياسية، للاطلاع على وجهات النظر المختلفة بشأن مشروع الإصلاح.

يحياوي التي استهوتها دراسة إشكال الديمقراطية في الخليج، زارت أيضاً «الوسط»، وطرحت أسئلتها بشأن الجو السياسي العام مع التركيز على الصحافة باعتبارها «رئة المجتمع» التي يتنفس من خلالها. وسمعت إجاباتٍ موضوعيةً إلى درجةٍ كبيرةٍ جداً، كانت أقرب إلى العرض التاريخي للصحافة المحلية وما طرأ على أدائها من تطور في الأعوام الأربعة الأخيرة.

في نهاية اللقاء، سألتُها عن انطباعاتها عن البحرين، فأجابت: «استغربت كثيراً من حصولي على أكثر المعلومات التي أريدها خلال فترة أسبوع واحد فقط»، وأثنت على تعاون الجميع في تقديم شهاداتهم ومعلوماتهم عن هذه الفترة المهمة. وسألتها ثانية: «كيف وجدتِ البحرين... بين الصورة المتخيّلة والواقع؟» فقالت: «الواقع مشجّع، أفضل مما تخيّلت». وسألتها أخيراً: «هل اطلعت على الصحف المحلية؟»، فقالت: «لا»، فحمدت الله كثيراً، ولو عدتم لأخبار الصحف المحلية يوم السبت (23/4) لعرفتم السبب! ففي مانشيت إحداها: «الأصالة مع عقوبة الحبس»! طبعاً المقصود حبس الصحافيين وليس المجرمين ولا مهرّبي المخدرات أو أصحاب «الشقق المفروشة»! «أصحاب الرأي» وليس «أصحاب السوابق»!

وفي صحيفة أخرى: «المنبر يتبنى تعديلات مهمة: الغرامة للصحافي والتعطيل للصحيفة 3 أيام (فقط)»! وهذه أهم التعديلات التي يتفاخر «المنبر» بإنجازها، وكان على الصحافيين أن يحمدوا ربهم عليها! بل طلب عضو «المنبر» علي أحمد من الصحافيين بالحرف الواحد: «ان عليهم ألا ينظروا إلى (مشروعهم) بنظرة سوداوية»! ولا أدري كيف «ينسب» المشروع إلى الصحافيين الذين رفضوه في إجماعٍ تامٍ وغير مسبوق، فالمطلوب «منبرياً» أن ينظروا إليه نظرة «وردية»!

الحمد لله ان الباحثة الجزائرية لم تبق في البحرين أكثر من أسبوع، كوّنت خلاله صورةً إيجابيةً نتيجة لقاءاتها مع عددٍ من الشخصيات الوطنية «العاقلة»، التي يهمها سمعة البلد من دون تضخيم ولا مزايدة... ولكن ماذا لو امتدت إقامتها أسبوعاً آخر؟ ألن تكون فضيحة! وهل ستبقى صورة البحرين «المشجعة» لو اطلعت على نمط تفكير عددٍ من النواب الأكارم الذين يدّعون «احتكار» تمثيل الإسلام في هذا البلد؟ هل سيبقى انطباعها إيجابياً لو رأت «نواب الشعب» يطيرون سراعاً في مشاريع تقييد الحريات ومحاربة الصحافة، وتغليظ العقوبات التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ في كتابه ولا سنّة نبيه؟

الحمد لله أن عينها لم تقع على كاريكاتير «الوسط» ذلك اليوم، فقد كان يصوّر محنة القلم الممدّد على طاولة التعذيب، وساطور «قانون الصحافة الجديد» يهوي عليه في عنفٍ «نيابيٍّ» جنوني.

يحياوي وهي تهمّ بمغادرة «الوسط» قالت: «سأقابل الليلة عادل المعاودة وغداً عبدالرحمن النعيمي، وللأسف لم أوفّق للقاء الشيخ علي سلمان لانشغاله، كما فاتني لقاء الكثير من المسئولين الرسميين، آمل أن أعود للقائهم في فرصةٍ أخرى، ربما في سبتمبر/أيلول المقبل». فقلت في نفسي: «أتمنى أن تكون أحوالنا حينئذ أكثر تشجيعاً بعد أن يرتفع عنا تسلط هذه السواطير»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً