العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ

تحية لعمال البحرين

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تحية لعمال البحرين في يوم عيدهم السنوي والذي يستحقونه بكل جدارة. فعمال البحرين أبطال بكل ما للكلمة من معنى. هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نزعم بأن عمال البحرين يتمتعون بالقوة والشكيمة. على أقل تقدير يعمل عمال البحرين في بيئة تتميز بعدم توافر سبل المنافسة الصحيحة. طبعا المقصود هنا هو تواجد عمالة أجنبية مستعدة لأن تعمل في أصعب الظروف وبأجور غير واقعية لا تتناسب والخدمات المقدمة (لاحظ مثلا قيمة غسل السيارات، إذ يلاحظ استعداد بعض العمال الأجانب تقديم الخدمة في عز الحر في فصل الصيف لقاء الحصول على دينار أو حتى أقل من ذلك في بعض الأوقات).

عمال أبطال

عمال البحرين أبطال لأنهم على استعداد لقبولهم أجوراً متدنية نسبيا وذلك على رغم الكلفة الباهظة للمعيشة في المملكة. فقد تبين حديثا أن هناك أكثر من 33 ألف بحريني يعملون في القطاع الخاص يحصلون على أجور تقل عن 200 دينار شهريا. فعلينا أن نتصور كيف يمكن لمواطن بحريني يكفل له عائلة وهو يحصل على راتب متدنٍ لهذا الحد. استنادا لدراسة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يمكن اعتبار أي أسرة بحرينية (تتكون من 6 أفراد) فقيرة إذا كان دخلها أقل من 354 ديناراً شهريا. وعرفنا وللأسف الشديد أن 11 في المئة من الأسر تعيش تحت خط الفقر.

الوظائف للأجانب

جاء في تقرير المؤشرات الاقتصادية والذي صدر حديثا عن مؤسسة نقد البحرين، بأن الاقتصاد البحريني تمكن من إيجاد أكثر من 52 ألف وظيفة في العام 2005. بيد أنه استحوذت العمالة الوافدة على 88 في المئة من هذه الوظائف. أما باقي الوظائف (12 في المئة فقط) فكانت من نصيب العمالة المحلية. وكما هو معروف فإن الأجانب يشكلون الأكثرية في القوى العاملة في البلاد. على أقل تقدير، تشكل العمالة الوافدة 57 في المئة من مجموع القوى العاملة. يحدث كل ذلك في ظل تفشي البطالة في أوساط المواطنين، فقد تبين ضمن احصاءات البرنامج الوطني للتوظيف أن هناك أكثر من 14 ألف مواطن دون عمل.

إضافة إلى ذلك، تشكل ظاهرة «الفري فيزا» تحديا سافرا للعمالة البحرينية. تتمثل الظاهرة الأولى بقيام بعض المواطنين باستخدام نفوذهم لاستصدار تصاريح عمل للأجانب ومن ثم جلبهم للبحرين للعمل في وظائف غير محددة. غالبا ما يتم بزج هؤلاء إلى سوق العمل للحصول على أي وظيفة ممكنة. يعتقد أن هناك ما بين 30 ألفاً و50 ألف عامل أجنبي في البحرين مصنفين ضمن خانة «الفري فيزا».

عيد مكتسب

يبقى أنه على رغم المعطيات غير الطبيعية، يصر العامل البحريني على العمل بجد ومثابرة حتى يحصل على لقمة العيش من كسب حلال. حقيقة هنيئا للشعب البحريني أن يتواجد بين صفوفهم عمالة وطنية مخلصة تصارع ظروف العمل الصعبة وخصوصا الرواتب المتدنية فضلا عن المنافسة غير المتكافئة من قبل العمالة الوافدة. وعلى هذا الأساس، يستحق العامل البحريني التصفيق بحرارة في الأول من مايو/ أيار. فأهلا بيوم عيد العمال.

ختاما، نرغب في تسجيل دعمنا لمطالب الحركة العمالية بقيادة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين. على سبيل المثال وليس الحصر، نعتقد أنه يجب أن يتم منح العمال أينما كانوا وفي مختلف المؤسسات والدوائر الرسمية حرية تشكيل النقابات، لأن في ذلك ضمان بوجود مجموعة تدافع عن حقوق العمال. أخيرا وليس آخرا، كل عام وعمال البحرين بألف خير وعافية، وعاشت كل يد تعمل من أجل البحرين

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً