تحدث صباح أمس نائب رئيس الوزراء السابق أنور إبراهيم في غرفة تجارة وصناعة البحرين عن دور القطاع الخاص في الاقتصادات النامية، وسيتحدث مساء اليوم في الصالة الثقافية (قرب متحف البحرين الوطني) عن تحديات التنمية والديمقراطية في المجتمعات المسلمة.
أنور إبراهيم كان وزيراً للمالية لمدة 11 سنة، وأربع سنوات منها كان نائباً لرئيس وزراء ماليزيا حتى العام 1998 عندما اختلف مع رئيسه بشأن طريقة معالجة الأزمة المالية التي هزت شرق آسيا في تلك الفترة. ونتج عن ذلك الخلاف إدخال أنور إبراهيم السجن الانفرادي لمدة ست سنوات... وفي الأثناء كانت ماليزيا تمر بتحولات اقتصادية وسياسية.
أنور إبراهيم لم يخسر شخصيته، وأفضل ما عمله رئيس الوزراء السابق أنه سمح للقضاء بالاستماع للقضية، والقضاء برأه من التهم التي نسبت إليه من أجل الحط من شأنه، لكنه خرج قوي العزيمة، وامامه خيارات عدة، بما في ذلك العودة إلى مواقع قيادية في بلاده.
أنور إبراهيم أشرف مع رفاقه على برامج التنمية التي حولت ماليزيا من احدى بلدان العالم الثالث إلى أحد «النمور الآسيوية» التي لم تتعب من بذل الجهود المتواصلة لتحقيق التنمية المستدامة.
بدأ حياته ناشطاً في الحركة الإسلامية الطلابية، ومن ثم انتقل إلى العمل السياسي ودخل الحكومة وزيراً للتربية ومن ثم وزيراً للمالية وبعدها نائباً لرئيس الوزراء. أنور إبراهيم في حديثه في الغرفة أمس قال إن امام المجتمعات المسلمة تحديات تحتاج إلى المصارحة، من بينها تحقيق الأمن والالتزام بأجندةتنموية مسنودة بتوجهات سياسية ديمقراطية، وان التعامل مع قضايانا ينبغي أن يكون بعيداً عن غيوم الملاطفة والمجاملة. وقال إنه من المؤمنين بدور اقتصاد السوق في تطوير المجتمعات، وتحقيق النمو ضمن إطار «العدل والاحسان»... لأنه من دون هذا الإطار فإن الاستدامة للنمو لا تتحقق.
وقال إن ماليزيا احتاجت إلى عشرين سنة بنمو سنوي قدره 7 في المئة من أجل أن تتحول إلى دولة صناعية وحديثة... ولو قارنا مصر وتايوان فسنجد أنهما كانتا متساويتين في العام 1960، ولكن انظر إلى الفرق بينهما الآن ... والعراق الذي كان مؤهلاً لنمو متصاعد انظروا ما حدث له. وإذا نظرنا إلى ماليزيا فسنجد أنها المجتمع المسلم الذي حقق نمواً، ولكن هذا عندما نقارنه ببنغلاديش، ولكن لو قارنا ماليزيا مع الآخرين سنجد فرقاً. ففي 1970 كنا بمستوى سنغافورة وكوريا وتايوان، ولكن في 2005 أصبحت تايوان أكثر تطوراً بعشرين سنة من ماليزيا، وكوريا كذلك.
إذاً، فحتى ماليزيا، الأنجح في المجتمعات المسلمة، ليست ناجحة بالحجم المطلوب عندما نقارنها مع الدول الأخرى. ولذلك يجب أن نبتعد عن مقارنة أنفسنا مع الدول الاضعف، ويجب أن ننظر برؤية متطورة. «لما تقولون مالا تفعلون»: كان السؤال الذي طرحه أنور إبراهيم ليخلص من خلاله إلى دور الثقافة ودور القيادات التاريخية في قيادة عملية الإصلاح... وهو «إصلاح ما استطعت»، بمعنى أن يبذل الإنسان اقصى جهده نحو إصلاح أمته.
وفي مساء اليوم في الصالة الثقافية (قرب المتحف الوطني) ، يواصل أنور إبراهيم حديثه ليتطرق الى المقارنات السياسية والاقتصادية في مجتمعاتنا المسلمة، وكيف نستفيد منها لتطوير البيئة الديمقراطية والتنموية
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1333 - الأحد 30 أبريل 2006م الموافق 01 ربيع الثاني 1427هـ