العدد 3274 - الأربعاء 24 أغسطس 2011م الموافق 24 رمضان 1432هـ

لذة الأمل مقابل مرارة التجربة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأمل بتحقيق مستقبل أفضل له لذة خاصة، لأنه يأتي نتيجة وعي عميق بالكرامة يتمكن من النفس الإنسانية ويجعلها تُخلص وتبذل الغالي والنفيس من أجل تغيير الوضع البائس، سواءً كان هذا البؤس سياسياً أو اقتصادياً أو مختلطاً بين الاثنين. ولاشك بأن سقوط طاغية مثل معمر القذافي تصحبه نشوة عارمة، ولكنها قد تصطدم على أرض الواقع، لأن الناس في نهاية المطاف تريد العيش في وضع مستقر بحكومة ممثلة للإرادة الشعبية، وأن تكون هذه الحكومة فعالة وغير فاسدة، وأن تحافظ على حقوق الإنسان، وأن تخطو نحو التنمية الاقتصادية المستدامة التي توفر فرص العيش الكريم، وتحقق العدالة الاجتماعية عبر تقليل الفروقات بين الطبقات الغنية والفقيرة (من خلال توسيع الطبقة المتوسطة، إلخ).

موجة الانتفاضات الديمقراطية في عدد من البلدان العربية، أو ما أطلق عليه بـ «الربيع العربي»، جاءت نتيجة لأسباب عديدة، والشعوب العربية - من خلال هذه الإنتفاضات - لا ترى نفسها استثناءً من التاريخ، وترى أن مختلف مناطق العالم التي تطورت إنما حققت نجاحها من خلال احترام إرادة شعوبها، بدلاً من احتقارها... ولذا فقد طرحت الانتفاضات العربية شعارات تطالب بتحقيق الحكومة الديمقراطية التي تقلل الفجوات السياسية والاقتصادية بين طبقات وفئات المجتمع، وتفسح المجال لقيام أحزاب سياسية مؤطرة بدستور يفصل بين السلطات ويضع الضوابط الانتخابية والتشريعية ويحقق سيادة القانون، ويُخضع الشرطة وقوات الأمن والجيش للسلطات المنتخبة بحيث يتحوّل دور هذه القوات من قمع تطلعات المجتمع إلى حماية الناس ورعاية حقوقهم.

ربما أن هذه جميعها «أضغاث أحلام» لأن هناك من يطرح بأننا شعوب مختلفة، وأن عاداتنا وتقاليدنا لها خصوصية... ولكن الذين يطرحون هذا الحديث يُغفلون أن النوع البشري، باختلاف زمانه ومكانه ولونه وأصله وفصله، يتوق إلى الكرامة والانعتاق من الأغلال التي تُفرض عليه من أجل استغلاله أو استغفاله.

إن الشعوب العربية تذوّقت لذة الأمل بتحقيق مستقبل أفضل، وهي تعلم أن التجارب مريرة، وتعلم أن مواجهة هذا الأمل لن يكون من خلال القمع الأمني فقط، وإنما هناك وسائل أخرى تعتمد تقسيم المجتمع وتمزيقه على أسس عرقية وطائفية وقبلية. ولكن المرارات التي تصاب بها المجتمعات أهون من استمرار إذلالها، وهذا ما نقرأه عن «الثورات الأوروبية» في العام 1848 مثلاً، عندما شهدت معظم الدول الأوروبية سلسلة من الاضطرابات السياسية أدت إلى زعزعة النظم التقليدية. تلك الثورات الأوروبية حدثت بتسلسل مشابه لما يحدث في عالمنا العربي حالياً، ولم يكن هناك تنسيق بينها، ولكنها حدثت بسبب استياء الشعوب الأوروبية آنذاك من طريقة حكمها. وعلى الرغم من فشل معظم تلك الثورات في تحقيق أهدافها في تلك السنة، إلا أنها أسست لتغييرات جذرية مستقبلية، وخلقت وعياً شعبياً عميقاً قامت عليه النظم الديمقراطية التي انتشرت في السنوات والعقود اللاحقة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3274 - الأربعاء 24 أغسطس 2011م الموافق 24 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 7:58 ص

      الي رقم 20

      كلامك في وادي و قصدي في وادي .. انا قصدي يصيحون دموع فرح من معنى كلام الدكتور لا حول الله بس

    • زائر 38 | 3:53 م

      قوية

      زائر ( 17 ) صراحة قوية
      وين عايش الظاهر في المريخ

    • زائر 37 | 10:56 ص

      الوعي السياسي لم يكن

      مع أن ثورة العشرين قادتها المرجعية لكنها ثورة لم تكن ناضجة لأنها قاومت المحتل وبعد ذلك تركت الحبل على الغارب ولم تؤسس لدولة ديمقراطية شعبية حرة تحترم فيها حقوق الإنسان فضاعت جهود الثورة هباء وجنى العراق ما جناه شوكا وطلق الورد طويلا

    • زائر 36 | 8:43 ص

      الي رقم 7 (كلام يوزن ذهب)

      الحمدللة بانك لاتعرف العرب , القران نزل عربيا ونبينا عربيا واحسن حضارة علي وجه الارض هي الحضارة العربية واللة سبحانه اختار العرب ليبلوغوا هذة الرسالة العظيمة ,تعلم واسال عن العرب قبل ان تتكلم عنهم والحمدللة رب العالمين

    • زائر 34 | 8:36 ص

      عبد علي البصري( صحيفه الوسط تشهد بما اقول )

      صحيفة الوسط البحرينية - العدد 624 - السبت 22 مايو 2004م الموافق 02 ربيع الثاني 1425هـ كتب سامي عباس منصور كتاب عن المرجعيه وأثرها في ثوره العشرين .

    • زائر 33 | 8:25 ص

      عبد علي البصري زائر رقم 9

      قام الشعب العراقي بثورة عام 1920م والتي سميت بثورة العشرين وشملت معظم المدن العراقية لمقاومة النفوذ البريطاني وسياسة تهنيد العراق تمهيدا لضمه للتاج البريطاني أو ما يسمى دول الكمنويلث،
      هذه فقط من الويكبيديا الله اخليك عزيزي . هذا فقط بدون صعوبه في البحث ولو أردت جأت لك بالكثير . انت اقرأ أتأمر الناس وانت بأمس الحاجه للقراءه ؟؟

    • زائر 32 | 8:20 ص

      يازاءر 15

      الحد فيها ناءب واحد ل19000مواطن

    • زائر 31 | 8:08 ص

      .............

      جريدتكم المحترمة تذكر انه ايران لم تعلق علي احداث سوريا....ولعالم شبع من كثر تصريحات ايران بالدعم المطلق للأسد وأكثر من 6تصريحات علي جميع المستويات

    • زائر 29 | 6:32 ص

      زائر 11

      أقسم عليك بصيامك.. لو كنت في دائرة بها 18000 لها نائب واحد بالمقابل هناك 18000 لهم 6 نواب.. هل تقبل بهذه القسمة؟ وهل هذه القسمة يقبل بها الإسلام الذي ينص بأن الناس سواسية كأسنان المشط.. (إلا إذا القصد مشط شعر كيرلي!!)

    • زائر 28 | 6:29 ص

      لا نستطيع أن نقول للأسود بأنه أبيض ..

      يا زائر 11 - إذا كانت عندنا الديمقراطية فلتة وأنموذج يحتذي به.. لم لا تكون الأمور عندنا مستقرة؟؟!!
      هل البرلمان الذي لا يستطيع أن يطبق زيادة للمواطنين أو يستطيع أن يحاسب أي جهة لتقصير أو فساد حسب التقارير المالية هو أساس للديمقراطية العريقة؟؟

    • زائر 27 | 5:54 ص

      الحكم عقيم! خطأ شائع.. الحكم بيد الله سبحانه وتعالى

      نعم عندما تحكم مجموعة من الناس فيجب عليك أن تكون عادلاً حكيماً لا أن تظلم وتقتل وتفسد في الأرض وتقطع أرزاق العباد.. فسيأتيك يوماً لا تستطيع أن تفر بحياتك وحياة أهلك ليس لأن لك القدرة على الفرار بحياتك وبالمليارات التي جمعتها وتعيش في ارض واسعة .. لا والله سيتوقف تفكيرك وحركتك وتشل حياتك والسبب أنك ظالم وتبقى بين حيرة لا مفر منها وهذه القدرة التي لا تستيطيع أن تفر منها هي قدرة الله سبحانه وتعالى على الظلمة.. وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون

    • زائر 26 | 5:48 ص

      إلى المعلق رقم 11نعم هناك خصوصية للمذهب

      نعم لمذهبنا بعض الأحكام التي تختلف عن المذاهب الاخرى وكون مذهبنا غني بذاته فليس لنا الحاجة إلى قوانين وضعية تنظر لنا أحوالنا الشخصية وهل هذه القوانين هي أدرى بمصالح الناس من خالقها
      ثم إذا كان هناك عيوب في التطبيق والتنفيذ وهذا راجع لخلل في الجهاز التنفيذي والتطبيقي ولا يرجع إلى مصدر التشريع أضف إلى ذلك ما لحق وزارة العدل نفسها من انتقادات جمة وهذا مربط الفرس
      بالنسبة للأنتخابات الناس اتخذت قرارها وليست في حاجة لحث من احد (بعد الذي قلتم فلا)

    • زائر 24 | 5:22 ص

      رياح التغيير ودوام الحال من المحال

      تغيرت الأزمان والمشاهد مختلفة والنتيجة تغيير ليس مفاجئ. فمنها حدث بكوارث طبيعية غيرة شكل الأرض وقتلت البشر وأخرى بحروب وبعضها انقلابات الخ...
      الغريب في الأمر عندما يصل وقت التغيير الناس لا تصدق، والتغيير ماض في التقدم، فهو لا يخضع للقوانين الوضعية.
      شاء البشر أم لا سيحدث التغيير وأشراطه قد تقدمت فلن يكون تغيير ألا تغيير..

    • زائر 23 | 4:55 ص

      الخصوصية و التاريخ

      لماذا يجب ان تكون الخصوصية شأن تدركة انت و لا يدركه غيرك , تم رفض قانون الاسرة على اساس خاصية المذهب متخطيا بذلك ارادة المجتمع للتقدم في قوانين يمكن ان تطور لمصلحة المرءة و الطفل
      كذلك نريد اجابة واظحه حول مفهوم تقرير المصير و معني الصمت لمقاطعة التكميلية و قد فشلت الوفاق , هل ستنصح بالأعتراف بالهزيمة (انظر لعدد المترشحين) اهم اسس الديموقراطية هو اقرار النتائج على ارض الواقع , لا اعتقد انك تملك الشجاعة الادبية

    • زائر 20 | 4:18 ص

      إلى عبد علي

      انت لم تقرأ التاريخ وما تقوله غير صحيح لأنك دخلت في مغالطات لم تحدث ابدا فثورة العشرين لم يقودها المرجعيات لأنها قامت على خلفية علمانية انتجت الملكية الدستورية في العراق وجاءت بالمملكة العراقية ولعلمك ان قيادة ثورة العشرين اعلنت من القاهرة في بيان تاريخي تأييدها للثورة العربية الكبرى فلا تخلط بين الأمور وتشوش القارئ لأنك لست بقارئ

    • زائر 18 | 4:01 ص

      مقال في الصميم

      شكرا لك يا أستاذ على هذا المقال الهادف والذي يعبر عن تطلعات وآمال الشعوب في نيل الحرية والكرامة.

    • زائر 16 | 2:57 ص

      كلام بوزن ذهب

      دكتور منصور كلامك مو طبيعي و غزير
      احس العرب لو يقرونه بصيحون

    • زائر 15 | 2:27 ص

      هي ضريبة التغيير وتحتاج إلى جهد جماعي

      للتغيير سلبياته ولكن في الأعم الإغلب هذه السلبيات لا تقارن إذا ما قيست بوضع الشعوب العربية البائس الفاقد للكرامة ومن يتذوق طعم الكرامة ويعرف لذتها جيدا يهون عليه كل ما يلاقي من أجل الحصول عليها
      ذلك ما جبل عليه الإنسان بطبعه
      طبع ليس كل الناس سواء في تطعّم الكرامة فهناك بشر لا يفرق لديهم العيش بكرامة أو بدونها وما هو أهم هو لقمة العيش وكيفية الحصول عليها حتى لو كانت مغموسة بذل العبودية أمثال هؤلا لا يمكن
      جعلهم مقاس لمعرفة التغيير لأن هؤلاء يرغبون في البقاء في السهول دائما

    • زائر 13 | 2:20 ص

      ولابد لليلي ان ينجلي

      املنا بالله ان يسود العدل وللجميع بدون استثناء .

    • زائر 9 | 1:52 ص

      كبير يا دكتور

      كبير يا دكتور
      استمر فنحن صمود

    • زائر 6 | 1:11 ص

      ولا زال عندنا "شوية أمل" ....

      ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ
      عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي
      فَــقُــلْــتُ لَـهُ لَـمَّـا تَـمَــطَّــى بِـصُــلْــبِـهِ
      وأَرْدَفَ أَعْــجَــازاً وَنَـــاءَ بِــكَــلْـــكَــلِ
      ألاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي
      بِـصُـبْــحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ مـنِـكَ بِأَمْثَلِ

    • زائر 3 | 11:38 م

      عبد علي البصري لست معك

      استعرض بعض الثوارت التحرريه في العالمين العربي والاسلامي ، ابدأ من العراق فبعد ثوره العشرين التي قادها مراجع العراق وقدم الشعب العراقي دمه اضحيه للثوره ، تسلم زمام الحكم حزب البعث .ليش ؟!!وعاد ليقدم مليون شهيد من اجل ازاحه حزب البعث فهل استفاد من التجربه السابقه وسلم السلطه للمرجعيه؟؟ انا ما ادري كلكم له قلب فأجيبو هل سلموها لمنصبها الحق . الطالبان قدموا اكثر من مليون شهيد ضد الاحتلال الاجنبي لبلادهم ولاكن الى اين كانو يريدون ؟! قتل وحرق و استبداد وغباء

    • زائر 2 | 11:29 م

      عبد علي البصري لست معك

      لو نظرنا الى الثورات العربيه التحرريه والتي حصلت على الاستقلال من خلالها ، فبعضها قدم المليون شهيد والآخر قاد الثوره الى اكثر من عقد من الزمن وحصل على الاستقلال ولاكنه نراه اليوم يرجع من جديد ليقدم الملايين من الشهداء ؟! أذن علام ثار ضد الاحتلال الفرنسي والبريطاني ؟! ليرجع اليوم ليقدم البلاد هديه لهم من جديد ؟!! هذه الثورات تنقصها الثقافه الاسلاميه المتأصله ، والوعي السياسي ، والجتماعي والتاريخي ؟ للاسف وين منابر الثقافه العربيه ؟ اذا كانت هذه ثمرتها . قرابين من اجل هبل ؟

اقرأ ايضاً