أعلن الثوار الليبيون أمس الأربعاء (24 أغسطس/ آب 2011) عن مكافأة مالية بقيمة 1.7 مليون دولار (مليوني دينار ليبي) لمن يأتي برأس العقيد الليبي القذافي حيّاً أو ميتاً. جاء ذلك فيما دارت معارك عنيفة في العاصمة طرابلس بالقرب من مقر القذافي الذي سقط في يد الثوار.
وارتفعت سحابة كثيفة من الدخان من منطقة مجمع باب العزيزية حيث كانت تسمع أصوات إطلاق رشاشات خفيفة وثقيلة وانفجار قاذفات مضادة للدروع وقذائف هاون. ولاتزال السيطرة على حي أبوسليم الذي لايزال ينتشر فيه موالون للنظام وعلى طريق المطار من أولويات الثوار الذين مازالوا يتعرضون لقصف القوات الموالية بالقرب من المطار.
وفي الشرق، واصل الثوار الليبيون تضييق الخناق على سرت، مسقط رأس معمر القذافي ومعقله، إذ بدأت محادثات مع القبائل المحلية للاتفاق على دخول المدينة بشكل سلمي.
وتمكن نحو ثلاثين صحافياً أجنبياً كانوا محتجزين منذ يوم الأحد الماضي في فندق «ريكسوس» بوسط العاصمة من مغادرته بعد ظهر أمس. فيما خطف 4 صحافيين إيطاليين، بحسب ما ذكرت شبكة «سكاي تي جي-24» ووكالة «أنسا» للأنباء.
طرابلس - أ ف ب
مشط الثوار الليبيون أمس الأربعاء (24 أغسطس/آب 2011) العاصمة طرابلس غداة السيطرة على مقر العقيد الليبي، معمر القذافي الفار الذي ما زال على الرغم من سقوط نظامه يرفض التنحي ويدعو إلى المقاومة. وجالت دوريات للثوار الشوارع التي سيطروا عليها بحثاً عن مقاتلين تابعين للقذافي فيما جرت اشتباكات متقطعة حول أحياء ما زال أنصار القذافي يسيطرون عليها.
وأفاد مراسل «فرانس برس» أن اشتباكات عنيفة اندلعت منتصف نهار الأربعاء في حي باب العزيزية، حيث يوجد مقر معمر القذافي الذي سيطر عليه الثوار الثلثاء. وارتفعت سحابة كثيفة من الدخان من منطقة مجمع باب العزيزية حيث كانت تسمع أصوات إطلاق رشاشات خفيفة وثقيلة وانفجار قاذفات مضادة للدروع وقذائف هاون. وكانت المعارك تمتد إلى حي بوسليم المجاور الذي تراجع الثوار منه.
وقال مقاتلون إنهم يناورون بهدف مباغتة مقاتلي القذافي في الحي القريب من فندق «ريكسوس» حيث يوجد نحو ثلاثين صحافياً أجنبياً في حراسة رجال مسلحين منذ ثلاثة أيام.
وخلت العديد من الطرق في وسط طرابلس بسبب انتشار «عشرات» القناصة الموالين للقذافي، كما قال مقاتلون من الثوار. وقال قائد إحدى المجموعات، نوري محمد «هناك قناصة على المباني خارج مجمع العزيزية، إنهم بالعشرات ولا نعرف أين يتمركزون».
وسمع إطلاق نار متقطع ودوي انفجارات طوال الليل تقريباً في طرابلس، بعد أن سيطر الثوار بعد ظهر الثلثاء على مقر القذافي في باب العزيزية. ودوى انفجاران قويان ناجمان عن قصف جوي على الأرجح في وقت مبكر من صباح الأربعاء في طرابلس بينما كانت طائرة لحلف شمال الأطلسي تحلق فوق العاصمة الليبية، بحسب مراسل «فرانس برس». والانتصار الرمزي الذي حققه الثوار في مجمع باب العزيزية، على اعتبار أن المقر كان خالياً، أثار موجة من الفرح في طرابلس حيث جابت عائلات بكاملها الشوارع بالسيارات متسببة بزحمة خانقة وسط ضجيج أبواق السيارات والرصاص.
ومن بنغازي «عاصمة» الثوار حيث تم الاحتفال بسقوط باب العزيزية دعت قيادة الثوار المدنيين إلى الابتعاد كي يتمكن المقاتلون من تمشيط المجمع بدقة.
وأقام الثوار الحواجز في شوارع العاصمة. وقال أحدهم «كمنا لبعض القناصة على طريق المطار». ويشكل تأمين هذا المحور والسيطرة على حي أبو سليم الذي لا يزال ينتشر فيه موالون للنظام بعض أولويات الثوار بحسب آخر.
وفي الشرق، واصل الثوار الليبيون تضييق الخناق على سرت، مسقط رأس معمر القذافي ومعقله، حيث بدأت محادثات مع القبائل المحلية للاتفاق على دخول المدينة بشكل سلمي. غير أن الغموض ما زال يكتنف مكان القذافي الذي تحدى الثوار مجدداً في رسالة صوتية بثتها قناة «الرأي» التي تبث من دمشق أنه تجول متخفياً في طرابلس ودعا مؤيديه إلى «تطهير» العاصمة الليبية من «الجرذان».
وقال القذافي المتواري عن الأنظار «خرجت في طرابلس دون أن يراني الناس متخفياً». وأضاف «أحيي الشباب الثوريين الذين التقيت بهم في طرابلس»، داعياً «كل القبائل الليبية إلى تطهير طرابلس من الجرذان» ويعني بذلك الثوار. وكان الزعيم الليبي أكد في كلمة صوتية بثت سابقاً أن سيطرة الثوار الليبيين على مقره العام في باب العزيزية بطرابلس لم يكن سوى «انسحاباً تكتيكياً» من جانبه.
كما أعلن المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم صباح الأربعاء أن أكثر من 6500 متطوع وصلوا في الساعات الماضية إلى طرابلس واعداً بمد المتطوعين بالذخيرة والسلاح. وقال في تصريح لمحطة «العروبة» التلفزيونية بثه الموقع الإلكتروني لمحطة الليبية التابعة لنجل الزعيم الليبي، سيف الإسلام القذافي والمتوقفة عن البث أن «أكثر من 6500 متطوع وصلوا في الساعات الماضية إلى طرابلس».
وأعلن رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الثلثاء أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي دعي إلى احتلال مقعد ليبيا خلال اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة العربية السبت في القاهرة.
ماناغوا- أ ف ب
أكد أحد مستشاري رئيس نيكاراغوا أمس (الأربعاء) إن بلاده مستعدة لتوفير اللجوء السياسي للعقيد الليبي معمر القذافي، على الرغم من عدم تلقي أي طلب بهذا الخصوص. وقال مستشار الشئون الاقتصادية لدى الرئيس دانيال أورتيغا للصحافيين، باياردو ارسي «إذا تقدم أحد بطلب لجوء فعلينا الرد بالإيجاب لأن مواطنين (من نيكاراغوا) منحوا اللجوء عندما كانوا يتعرضون للقتل في ظل ديكتاتورية (اناستازيو) سوموزا» في البلاد.
ولم يذكر أرسي القذافي بالاسم وأشار إلى أنه ليس واضحاً كيف يمكن نقل القذافي إلى نيكاراغوا على افتراض أنه طلب اللجوء لأن ماناغوا لا سفارة لديها في طرابلس.
وتساءلت الصحافة المحلية بشأن احتمال سعي القذافي إلى اللجوء إلى نيكاراغوا نظراً إلى الدعم العلني الذي أبداه اورتيغا له ووصفه أخيراً بأنه «أخ» و «صديق».
باريس - رويترز
التقى القيادي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود جبريل مع الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي في باريس أمس الأربعاء (24 أغسطس/آب 2011) لمناقشة آفاق انتقال سياسي في مرحلة ما بعد معمر القذافي.
وقادت فرنسا التدخل العسكري الغربي في ليبيا بعدما أقدم ساركوزي على مخاطرة شخصية قبل عام من انتخابات الرئاسة الفرنسية عندما كان أول زعيم أجنبي يعلن رسمياً تأييده للمعارضين الليبيين.
وتتطلع باريس إلى استمرار الزخم الدبلوماسي الذي بدأته بالقيام بدور القيادة في الأزمة الليبية بعد ترددها منذ بدء الربيع العربي في تونس ومصر في أواخر العام 2010 . ودعا ساركوزي إلى عقد مؤتمر خاص باسم «أصدقاء ليبيا» في باريس خلال الأيام العشرة المقبلة وقد يشارك فيه ما يصل إلى 30 زعيماً أجنبياً ومنظمة دولية للمساعدة على تسهيل إعادة الإعمار في لييبا والانتقال إلى الدولة الديمقراطية.
من جانب آخر، قال محمود جبريل الذي يمثل المعارضة الليبية أمس أن المجلس سيطلب 2.5 مليار دولار مساعدة دولية بنهاية الشهر لمساعدة ليبيا على التعافي من آثار حرب أهلية استمرت ستة أشهر.
أكد وزير الخارجية الصيني في حديث مع أمين عام الأمم المتحدة ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة «دوراً محركاً» في ليبيا حيث أعلن المتمردون نهاية عهد معمر القذافي.
وأفاد بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية إن الوزير الصيني، يانغ جيشي قال لبان كي مون خلال لقائهما إن «على الأمم المتحدة لعب دور محرك في مرحلة ما بعد النزاع في ليبيا». وأعرب يانغ أيضاً عن أمله في أن يشارك الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية في إعادة إعمار ليبيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، ما تشاو شيوى إن «الصين تأمل في أن تشهد ليبيا مرحلة انتقالية سياسية من دون صدامات». وأضاف «نأمل أن يتخذ النظام الجديد في المستقبل إجراءات فاعلة لتوحيد الفصائل المختلفة وإعادة النظام سريعاً والتركيز على بدء إعادة الإعمار السياسية والاقتصادية».
وكانت الصين أعلنت الاثنين إنها «تحترم خيار الشعب الليبي» وتأمل في «عودة سريعة للاستقرار إلى ليبيا».
وأضافت الوزارة إن «الصين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي ولعب دور إيجابي في إعادة إعمار ليبيا في المستقبل».
وكانت الصين أجرت في فبراير/ شباط، ومارس/آذار عملية إجلاء واسعة النطاق لحوالى 36 ألفاً من مواطنيها العاملين في قطاعات المحروقات والبناء وسكك الحديد والاتصالات.
وأفادت وزارة التجارة الصينية أن الاقتصاد الثاني عالمياً ينفذ حوالى 50 مشروعاً ضخماً في ليبيا بقيمة قدرت بنحو 18,8 مليار دولار.
دعا الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف أمس الأربعاء (24 أغسطس/ آب 2011) العقيد معمر القذافي والمعارضة الليبية إلى وقف القتال وإجراء محادثات وقال إن القذافي مازال يتمتع ببعض النفوذ والقدرات العسكرية.
وقال مدفيديف بعد محادثات أجراها مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج إيل في سيبيريا «نريد أن يتوصل الليبيون لاتفاق فيما بينهم». وأضاف الرئيس الروسي في أول تصريحات له بشأن ليبيا منذ أن فر القذافي من معقله في باب العزيزية بطرابلس «نريده (القتال) أن يتوقف بأسرع ما يمكن وأن يجلسوا على مائدة التفاوض ويتوصلوا لاتفاق بشأن مستقبل ليبيا».
وقال «على الرغم من نجاحات المعارضين في الهجوم على طرابلس فإن القذافي وأنصاره مازال لديهم بعض النفوذ والقدرات العسكرية». ووصف مدفيديف موقف موسكو من ليبيا بأنه «حذر» وقال إن روسيا تراقب الوضع عن كثب. وذكر أيضاً أن بلاده قد تقيم علاقات رسمية مع المعارضين إذا أصبحوا قوة لها تأييد شعبي في جميع أنحاء ليبيا وذلك في إشارة إلى اقتراب موسكو من الاعتراف بالمعارضة. وقال «إذا كان المعارضون يتمتعون بالقدر الكافي من القوة والإمكانات لتوحيد البلاد من أجل بداية ديمقراطية جديدة فمن الطبيعي أن نفكر في إقامة علاقات معهم».
أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل أن الانتخابات ستنظم في ليبيا بعد ثمانية أشهر وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية أمس الأربعاء (24 أغسطس/ آب 2011). وقال عبد الجليل «سنجري الانتخابات التشريعية والرئاسية في غضون ثمانية أشهر. نريد حكومة ديمقراطية ودستوراً عادلاً. كما لا نريد الانعزال عن العالم كما كنا قبل الآن». وتابع «ينبغي أن تكون ليبيا الجديدة بلداً مختلفاً عن السابق يستند إلى أسس الحرية والمساواة والإخوة».
في ما يختص بمصير العقيد معمر القذافي قال عبد الجليل إن «الرأي السائد بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي هو محاكمة القذافي وأعوانه في ليبيا». وأضاف «ستكون محاكمة منصفة لكن ينبغي أن تجرى في ليبيا». وأضاف «لذلك نريد القبض عليهم أحياء ومعاملتهم بغير ما كان العقيد يعامل خصمه. فما سيبقى في الذاكرة منه سيقتصر على الجرائم والتوقيفات والاغتيالات السياسية التي ارتكبها».
وتابع «عهد القذافي ولى، حتى وإن كانت النهاية الحقيقية في إلقاء القبض عليه وإدانته بالجرائم التي ارتكبها». وأضاف «تبقى جيوب مقاومة في المدينة (طرابلس) وتجمع كبير للقوات في منطقة سرت وهي المعقل التاريخي للقذافي».
ورداً على سؤال بشأن موقف المجلس الوطني الانتقالي من الدول الأخرى قال عبد الجليل «أريد التأكيد على أن ليبيا الجديدة ستقيم علاقات وثيقة مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والتعاون. سنكون عنصراً فاعلاً في المجتمع الدولي وسنحترم جميع الاتفاقيات التي وقعناها في السابق».
وقال «كما سنضمن احترام البلاد لحقوق الإنسان ودولة القانون وأن تساهم في ترسيخ السلام والأمن الدوليين». وتابع «ستكون لليبيا ما بعد القذافي علاقات خاصة مع الدول التي دعمت نضالنا من أجل التحرير منذ البداية. وإيطاليا بالطبع من بين تلك الدول».
لندن- د ب أ
بعد أكثر من عقدين قضاهما في المنفى يأمل وريث عرش ليبيا السابق محمد السنوسي في العودة إلى موطنه. وقال السنوسي (48 عاماً) في تصريحات لمجلة «دي تسايت» الألمانية الأسبوعية في لندن: «رؤية علم الحرية فوق طرابلس جعلني سعيداً بشكل لا يمكن تصوره وفخوراً بشعبي». وذكر السنونسي أنه مستعد لخدمة شعبه، إلا أنه أوضح أن هذا ينبغي أن يقرره الشعب بنفسه.
وطالب السنوسي ببناء دعائم دولة ديمقراطية في ليبيا، مضيفاً أنه لا يرى في بلاده دولة غير قابلة لتأسيس حكومة ديمقراطية بها، وقال: «لا! ليبيا ليست مثل أفغانستان أو العراق أو اليمن. النظام القبلي في ليبيا مختلف تماماً، فالعشائر لا تريد سلطة، إنها تريد فقط حياة متعقلة. الليبيون ليسوا إسلاميين متطرفين».
يذكر أن العقيد الليبي معمر القذافي نفذ انقلاباً على الحكم بمساعدة مجموعة من الضابط العام 1969. وغادر محمد السنوسي البلاد مع والده المريض حسن، ولي عهد ليبيا آنذاك، إلى بريطانيا العام 1988، بعدما أمر القذافي بإحراق منزل العائلة المالكة. وتوفي ولي العهد حسن العام 1992.
وينظم الأمير محمد - كما يطلق عليه - منذ ذلك الحين لقاءات ومظاهرات مع عناصر المعارضة في الأمم المتحدة وفرنسا وإنجلترا. ويعيش الأمير محمد على عطايا ليبيين آخرين في المنفى وعائلات موالية للأسرة المالكة في ليبيا
العدد 3274 - الأربعاء 24 أغسطس 2011م الموافق 24 رمضان 1432هـ